الاقتصاد

القطاع الخاص يتفوّق على القطاع العام في ارتباط الموظّفين المواطنين بالعمل في دول الخليج

 كشفت دراسة أجرتها شركة “أيون هيويت”، الشركة العالمية في مجال استشارات الموارد البشرية التابعة لأيون للاستشارات (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز AON)، أنّه وعلى الرغم من الاعتقاد السائد حيال جاذبيّة العمل في القطاع العام والزيادة الملحوظة فيه للرواتب والعلاوات، أعرب المواطنون الخليجيون العاملون في القطاع الخاص عن درجات أعلى بشكل ملحوظ من الارتباط بالعمل (45%) مقارنةً مع نظرائهم في القطاع العام (37%).

 

ولطالما كانت ظروف العمل المؤاتية في القطاع العام، كضمان الوظيفة، والمكانة المرموقة، وساعات العمل المنظّمة، من أهمّ عوامل ارتباط المواطنين بالعمل بهذا القطاع. غير أنّ نتائج دراسة “قدرات” أظهرت أنّ 20% من المواطنين الخليجيين عرضة جداً لترك وظائفهم في القطاع العام، مقارنةً مع 24% فقط في القطاع الخاص. إلى ذلك، لم تكن درجة الرضى بالراتب لدى المواطنين العاملين في القطاع العام (32%) أعلى بكثير من المعدل العام (30%).

 

وجاءت هذه النتائج في سياق أحدث دراسة “قدرات” أجرتها شركة “أيون هيويت”، وهي مبادرة بحثية رائدة تركّز على فهم الدوافع والتحفيزات التي تحثّ المواهب في المنطقة، مع التشديد على فهم المواهب الوطنية. وتضمّنت الدراسة مشاركة أكثر من 100 مؤسسة عامة وخاصة، منها طيران الخليج، وبنك الإمارات دبي الوطني، وشركة الغانم للصناعات، وشركة دولفين للطاقة المحدودة، وماكدونالدز المملكة العربية السعودية.

 

وكشفت الدراسة أيضاً أن درجات ارتباط الموظّفين المواطنين الخليجيين بالعمل انخفضت من 51% إلى 44% في العامين الماضيين. واليوم في المملكة العربية السعودية، كل أربعة من بين عشرة موظّفين مرتبطون بعملهم.

 

وأشارت نتائج دراسة “قدرات” إلى أن الشركات قادرة على المحافظة على موظّفيها وعلى ترسيخ ارتباطهم بالعمل من خلال بناء ثقافة انتماء متجذّرة في القيادة التنظيمية القوية، والثقة بين الزملاء والإدارة، والقيم، والعدالة، واحترام مساهمة الفرد. وفي الوقت الراهن، يعتقد 38% من المواطنين السعوديين بأنّ رؤسائهم يتّخذون القرارات الصائبة في إدارة الشركة والموظّفين وأعرب 42% عن رضاهم بالمعاملة العادلة في مكان العمل. علاوةً على ذلك، يشعر 39% من المواطنين السعوديين بأنّ مديرهم يدعمهم و42% أنّهم تلقّوا ما يكفي من التدريب والإرشاد من شركتهم في الأشهر الستّة الأخيرة.

 

وقال الدكتور ماركوس وايزنر، الرئيس التنفيذي في أيون هيويت الشرق الأوسط: “تُظهر نتائج دراسة قدرات تغيّراً في سلوك المواطنين تجاه العمل في القطاع الخاص. وهذا خبر سارّ للمنطقة عموماً التي تتابع تنوّعها وتوجّهها نحو المواهب المحلية لجذب المهارات المستدامة وقادة الأعمال المستقبليين. واستناداً إلى نتائج الدراسة، من الواضح أنّ القطاع الخاص يفلح في استقطاب المواهب المحلية وكسب ارتباطها بالعمل”.

 

وسجّل المواطنون الخليجيون الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً أدنى درجات الارتباط بالعمل التي بلغت نسبتها 40%. وما يدعو للقلق أنّ التقرير كشف عن تراجع ملحوظ في درجات ارتباط المواطنين دون الخامسة والعشرين من العمر بالعمل من 64% إلى 48% في العامين الماضيين.

 

وأضاف د. وايزنر قائلاً: “مع ارتفاع عدد الشباب الذين يخوضون سوق العمل يدعو تدنّي درجات الارتباط بالعمل لديهم إلى القلق. ولسوء الحظّ أنّ درجات الجهوزية للعمل التي سجّلها المواطنون الخليجيون أدنى منها لدى نظرائهم المغتربين. ومع أنّ حكومة المملكة العربية السعودية تُحرز تقدّماً كبيراً في تطوير وتأسيس البرامج لمعالجة جهوزيّة الشباب للعمل، تدعو الحاجة إلى تعزيز عملية تطوير السياسات وتطبيقها. ومن أجل الحرص على تنمية فئة سكانية مؤلفة من شباب ماهرين وتلبية حاجات القوى العاملة المستقبلية، ستساهم السياسات كالبرامج الابتدائية القوية على سدّ فجوة المهارات المهمّة وإيجاد حل لبطالة الشباب”.

 

وكشف تقرير قدرات أيضاً أنّ الموظّفين (المواطنين والمغتربين) في أنحاء الخليج لديهم طموحات كبيرة في مسيرتهم، إذ 8 من بين 10 موظّفين يتوقّعون ترقية العام المقبل و48% يعتبرون ذلك أمراً مسلماً به.

 

وفي سياق مبادرة “قدرات”، أجرت أيون هيويت أيضاً دراسة لممارسات التوطين شاركت فيها مؤسسات إقليمية رائدة قدّمت معلومات قيّمة حول انتشار مبادرات التوطين الراهنة التي تتّبعها هذه المؤسسات وفعاليّتها. وجمعت أيون هيويت أيضاً معلومات عن التفضيلات والخيارات والمؤثرات التي أبداها طلّاب الجامعات حول المسيرات المهنية. وقد ساعدت هذه المعلومات على رسم معالم برنامج تسريع التوطين الذي وضعته أيون هيويت والذي يشمل خمسة حلول رئيسية هدفها مساعدة العملاء على وضع تصوّر لفعالية ممارسات التوطين الخاصة بهم وتطبيقها وقياسها.

 

وكشفت أيون هيويت عن النتائج الرئيسية لهذا المشروع أمس أمام أكثر من 100 شخص مختصّ في الموارد البشرية وقادة عملية التوطين، وذلك في فعالية استضافها فندق جي دبليو ماريوت ماركيز في دبي. وقدّم المتحدّثان الضيفان ظافر رجا، الرئيس التنفيذي لسيركو، وعيسى الملا، المدير التنفيذي لبرنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية، معلومات وانطباعات من وجهة نظر قطاع العمل والصناعة والحكومة.

 تجري أيون هيويت دراسة “قدرات” منذ العام 2010، فهي ترى أن لا سبيل إلى فهم المواهب بالفعل إلا بجمع المعلومات المعمّقة عن قدرات الأفراد وعن الدوافع التحفيزية التي تحدّد أداء القوى العاملة في المنطقة وإنتاجيّتها.

يشكّل هذا المسح جزءاً من سلسلة دراسات تصدرها الشركة بالاعتماد على البحوث المعمقة والأدلة، بما في ذلك دراسة زيادة الرواتب، وأفضل ربّ عمل في الشرق الأوسط، وقياس إجمالي التعويضات ومؤشّر مخاطر الموارد البشرية.

 

يمكن تنزيل ملخّص عن أبرز نتائج دراسة “قدرات” على الرابط الآتي: http://www.aon.com/middle-east/thought-leadership/hr/qudurat-research-report.jsp.

تعليق واحد

  1. “مع ارتفاع عدد الشباب الذين يخوضون سوق العمل يدعو تدنّي درجات الارتباط بالعمل لديهم إلى القلق. ولسوء الحظّ أنّ درجات الجهوزية للعمل التي سجّلها المواطنون الخليجيون أدنى منها لدى نظرائهم المغتربين”

    كلام فاضي. الشباب السعودي قادر على أن يصنع المستحيل ولكن كغير باقي البشر الشاب السعودي يتعرض لضغوطات و فرض أجندة خارجيه تحاول بشتى الطرق أن تشوه من إمكانات و قدرات الشباب السعودي بغرض منفعه بني جنسهم من هؤلاء الأجانب اللي يظهرون لنا بحلة الشخص العملي و المنتج وهو في الحقيقة ليس سوى شخص يتظاهر بالعمل و الإنتاجيه.

    الشاب السعودي يحتاج فقط للفرصه لإثبات عكس ما قيل عنه. لكم في نسب براءات الاختراع الصادره من هذا الشباب السعودي الطموح خير و أبسط مثال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى