للناس طقوس كثيرة وآراء متعددة ومختلفة في وسط دائرة حياتهم الرمضانية، فحين يكون هناك من يعتقد أن ” المقاضي والأكل ” لا تأتي إلا مع رمضان كفرصة يهرع إليها وكأنها المقصد المستهدف في رمضان بل أنها أصبحت عادة مخصصة لهذا الشهر بغض النظر عن بقية أشهر العام، فهناك من لا يؤمن بهذه الأطباع التي ربما يُسّميها ” ضياع إعتقادي متكرر ” بل يرى أن التغير والإستقامة هي فرصة لا تقدر بثمن خلال هذه الأيام الفضيلة، ورغم أن تغيير بعض الوجهات و السمات يجب أن يكون معظم أيامنا وليس مقصوراً على رمضان فقط إلا أننا قد نستأصله به لما في صيامنا من تهذيب للنفس وجلبها للصبر والإرادة وقوة التحمل مما سيجعل العادة الجديدة المكتسبة طبعاً ملازماً بإذن الله لمدى أطول، والأهم من ذلك أن ينوى بالتغيير للحياة بأكملها وليس لثلاثينَ يوماً فقط فالخلق القويم والإستقامة عبادة قبل أن تكون عادة أو طِباعا،
اهلاً بكِ استاذة سلوى العضيدان بهذه الزاوية التي سنتعرف من خلالها على ” رمضان في حياتك ” وأنتي المؤلفة والكاتبة والمدربة والمستشارة الأسرية وفي المقام الأول زوجة وأم.
-كيف استقبلتي شهر رمضان ؟
كما نستقبل ضيفا غاليا علينا لا نراه إلا كل سنة فلله الحمد والشكر أن مد بأعمارنا
لنرحب به هذه السنة بعد ان انتظرنا قدومه بلهفة وشوق واشتياق .
-ماذا يعني لكِ شهر ” رمضان ” ؟
هو شهر الرحمة والخير والواحة الظليلة التي تمنحنا بحول الله تعالى مشاعر روحانية جميلة
نفتقدها كثيرا طول العام أثناء لهثنا في دروب الحياة … فليت كل الشهور رمضان !
-وجبة تحرصين على تناولها في الإفطار يومياً ؟
الشوربة فهذا الطبق رئيسي لا يمكن الاستغناء عنه .
-عادات رمضانية قديمة اندثرت ,, تتمنى عودتها ؟
“الطعمة ” بين الجيران حيث ترى قبل آذان المغرب الاطفال الصغار يحملون الصحون ليطعمون جيرانهم فتتجمع “طعمة الجيران ” على السفرة ويكون لها مذاقا خاصا ، للاسف نادرا ما نرى ذلك في المدن الكبيرة الان وهو عادة اسلامية أصيلة فليتنا نحييها من جديد ونغرسها في نفوس أطفالنا .
-أين تجدين نفسك بين ” سلوى الزوجه الأم–سلوى الكاتبة ” او متى يتم ذلك ؟
مهما نجحت في أي مجال في الحياة ونلت الأوسمة والجوائز فسيظل النجاح الحقيقي لي حين أرى أبنائي وقد استقروا في حياتهم
المستقبلية وأرسوا ركائزها في هذه اللحظة فقط أقول أني نجحت النجاح الحقيقي الذي أحلم به .
-هل لرمضان دور فعال في تغير اسلوب حياتك او بعض العادات التي تمارسيها ؟
في ما سبق كنت من الاشخاص الذين يهرعون للأسواق قبل رمضان بشكل استهلاكي جنوني كما يقال ” مع الخيل يا شقرا “
وحين أعدت التفكير بهذه العادة الاستهلاكية الخاطئة اتخذت قرارا لتغيير تفكيري والحمد لله من خمس سنوات وجميع “مقاضي رمضان ” أشتريها الان بشكل أسبوعي
وبذلك نجحت في التخلص من عادة غير صحية وأيضا تجنبت الاسراف في شراء مواد استهلاكية قد ينتهي تاريخ صنعها دون الاستفادة منها ..!
-برأيك أستاذتي كيف نحبب اطفالنا بالصيام وماهي الحوافز التي بإمكاننا ان نعطيهم اياها ؟
بالتدرج في الصيام الى الظهر ثم الى العصر ثم الى المغرب مع التحفيز المستمر والثناء عليهم وعدم اظهار الغضب منهم ان فشلوا في الصيام في المحاولات الاولى .
-ماهي النقله التي تطمحين بالقيام بها في رمضان هذا العام ؟
الطموحات لا تقف عند حد معين وأسال الرحمن ان يحقق احلام كل مجتهد يؤمن ان الاهداف بدون عمل وجهد واجتهاد لا قيمة لها ….
-”حين تكبو انهض ” هو عنوان لكتاب لكِ، من هذا المنطلق هل تعتقدين بأن رمضان قد ينهض بنا من كبوة شهور مضت ويغير في انفسنا ؟
ليس شهر رمضان فقط بل كل يوم في السنة ينتظر منا ان ننهض من كبوتنا …النهوض بعد أي كبوة لا يحتاج لموسم معين أو شهر معين بل يحتاج لتوكل على الله وحسن ظن به ثم همة عالية وتصميم وقوة إرادة لا تعرف التوقف مهما تعددت العثرات !!
-لمن ترسلي دعواتك على مائدة الإفطار ؟
كل يوم أدعو الله تعالى ان يشفي طفلي “مشعل ” ولن أيأس من رحمة ربي أبدا .
-من أول من قدم لكِ عزيمة إفطار ؟ هل قبلتيها ؟
من فضل الله تعالى الكثيرات قدمن لي دعوات كريمة … لكني دوما لا أستطيع ان افطر الا بين افراد عائلتي الصغيرة …
-و ماذا تتذكرين من طفولتك في الصوم ؟
أتذكر صبر والدتي وهي تجهز طعام الافطار بدون خادمة رغم عددنا الكبير ومنها تعلمت الصبر والتصبر ، واتذكر لعبي مع اخواتي ومع اطفال الجيران في الشارع بعد المغرب بدون أي خوف من غريب وهو ما نفتقده الان حيث لم تعد الشوارع بذلك الامان واتذكر شقاوتنا الزائدة ، وأتذكر دوريات الافطار بين الاقارب واهل الحي … يا لها من ذكريات جميلة !
-كيف تقضين يومك في رمضان ؟
غالبا في رمضان احاول ان اتفرغ فيه لاسرتي بعيدا عن المشاغل والارتباطات .
-هل تتابعين التلفاز في رمضان ؟
حين يتوفر لدي الوقت نعم اتابع بعض البرامج .
-وما البرامج التي تتابعيها وشدتك في رمضان هذا العام ؟
أتابع برنامج خواطر للاستاذ الشقيري ، وبرنامج ديني للشيخ المغامسي ، وكذلك أتابع بعض البرامج الوثائقية التي تستعرض عادات البلدان الاسلامية في رمضان .
-هل أنت مع او ضد المسلسلات الرمضانية ؟ وكيف ترينها ؟
أن يتحول رمضان لمهرجان فني تتزاحم فيه المسلسلات بشكل هستيري بحيث يرتبط رمضان بالمسلسلات في أذهان أجيالنا الحالية ، فهذا منحى خطير يجب أن ننتبه له ولذلك أنا ضد
أن يتحول رمضان لمهرجان فني هستيري …!!
-ثلاث دعوات للإفطار في منزلك لمن توجهيها ؟
الدعوة الأولى لأمي الغالية عسى ربي يطول بعمرها ويرزقني برها
الثانية لجارتي الحبيبة “أم تركي ” أختي التي لم تلدها أمي .
الثالثة لكل إمرأة خذلها من حولها لكنها لم تستسلم فتوكلت على ربها وأكملت طريقها بالحياة بنجاح .
- له الفضل بعد الله فيما وصلتي إليه إعلامياً ؟
الفضل لله تعالى ثم بدعم زوجي لي ومساندته لي في كل خطوة .
-ما آخر كتاب قرأتيه في رمضان ولماذا ؟ وهل لمقالاتك وكتبك نصيب؟
حاليا أقرأ كتاب 48 قانوناً للقــوة – روبرت غرين ، كما أقوم بتأليف قصة للأطفال تناقش قضية في منتهى الاهمية ، كما أقوم بكتابة مقالي الاسبوعي بجريدة الاقتصادية .
-هل تتابعين صحيفة الجبيل اليوم الإلكترونية ؟ وماذا يعجبك فيها !!!
نعم أتابعها ويعجبني فيها الجمع بين الروح العصرية التي تهتم بالبحث عن كل ما هو جديد وفي نفس الوقت المصداقية التي تستحق الاحترام
-كلمة أخيرة ؟؟
أشكركم على هذا اللقاء وأتمنى لصحيفة الجبيل الإلكترونية مزيدا من التألق والتميز .. والشكر موصول لك أستاذ سعد العجمي