الجبيل اليوم

الكاتبة سلوى العضيدان لـ ” الجبيل اليوم ” : المطالبة بقيادة المرأة للسيارة ” ديكوري ” وأرفض الخروج عن النظام

.
 
اعتبرت الكاتبة  والمدربة الأسرية الأستاذة : سلوى العضيدان خلال حديثها لـ ” الجبيل اليوم ” أن المراة السعودية لاتنتظر قضايا ديكورية تطالب بها بل يجب أن تكون القضايا مهمة وتحتاجها بالفعل وليس كمطالبة قيادة السيارة .
وأضافت ” العضيدان ” : ليعلم الجميع بأني أكن كل الاحترام للمطالبات بالقيادة وأرفض المساس بهن شخصيا رغم اختلافي الجذري معهن سواء بالدعوة للمظاهرات من اجل الحصول بما يطالبن به أو لمحاولتهن  الضغط الإعلامي للحصول على حق القيادة في هذا الوقت بالذات وفي ظل ظروف خدمية  ومجتمعية لا تسمح أبدا بالقيادة الآمنة للمرأة بالوقت الحالي ، وأيضا لأن الأمر يمثل تحدي لأنظمة الوطن التي لا تشرع السماح للمرأة بالقيادة بالوقت الحالي ، وكأن هذه المظاهرة توعز لنا بطريقة غير مباشرة ” كل واحد ياخذ حقه بيده ” وهذا مفهوم خطير ويعزز تطبيق  نظام المظاهرة .
هذا المفهوم الذي لو طبقنه المطلقات المسحوقات سحقا أمام أنظمة لا تكفل كرامتهن لرأينا مئات الالاف منهن يتظاهرن مطالبات بحقوق تمثل أبسط معاني الحياة الكريمة ولرأيناهن يتظاهرن مطالبات بحقوق حقيقية لا حقوق ديكورية ، ولو طبقنه النساء المعنفات وضحايا العنف الاسري لهالنا بشاعة الظلم والقسوة في ظل صمت عضوات مجلس الشورى عن مطالبهن ، ولو طبقنه الخريجات العاطلات اللاتي أتممن السبع والعشر سنوات بلا وظيفة في ظل فشل وزارة العمل لرأيناهن بالالاف !
هذه المظاهرة تجاوزت المطالبات بها كل قضايا وأولويات المرأة  السعودية الملحة وطالبن بأمر ديكوري لا يقدم ولا يؤخر و حددن يوما يركعن فيه الوطن من أجل مطالبهن بشكل سافر يتحدى الأنظمة والأعراف .
.
أما من يقول بأن قيادة المرأة لسيارتها سيجعلنا نستغني عن ملايين السائقين فهذا قول لا يعدو كونه أكذوبة والدليل أن الدول الخليجية لم تستغني عن السائقين .
قضايا المرأة ذات الأولوية كالطلاق والعنف الاسري والتحرش الجنسي والبطالة واجازة الأمومة ترقد في ظلام التهميش
بينما قضية القيادة أصبحت الشغل الشاغل للتيارات المتناحرة والاعلام والمجتمع .
.
وأضافت”
أنا لست ضد قيادة المرأة للسيارة ، ولكني ضد مظاهرة تدعو للقيام بالأمر فورا وبالحال دون مراعاة لرأي  ولي الأمر بذلك ، ودون مراعاة وجود هيئة دينية تفتي بالأمر من الناحية الشرعية ويكون لها القول الفصل بذلك ، ودون مراعاة لضرورة وجود انظمة مرورية تسن بشكل متعقل ومتكامل بما يحفظ للمرأة كرامتها ، و من دون مراعاة لضرورة وجود بنية تحتية خدمية تكون مهيأة لاستقبال هذا الكم الهائل من السيارات المتدفقة ، ومن دون مراعاة لضرورة القيام بحملات توعية مجتمعية مكثفة لتلافي سلبيات ستحدث .
أنا ضد تهميش قضايا المرأة ذات الأولوية من اجل قضية ديكورية ، فلنطالب بوسائل نقل عامه ومواصلات تكفل تمكين المرأة من الوصول لغايتها بكل أريحية ثم تخيلوا مدينة مثل الرياض ماذا سيحدث لها في حالة السماح للمرأة بالقيادة بالوقت الحالي من جنون زحام غير معقول وإرباك مروري …!!
.
.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى