أخبار عاجلةالكتابالمقالات

الممارسات الفضلى لمجتمعات التعلم

بقلم | هيفاء بن خميس 

إن فكرة أو مصطلح الممارسات الفضلى في التعليم ليس بظاهرة جديدة أو مستحدثة تفرضها ثقافة الجودة والتي هي مرتبطة بكل مجالات الحياة بل هي إرث ثقافي إنساني يمثل معيار للنجاح بصورة عملية، فالممارسة الفضلى يمكن تعريفها بأنها كل اجراء أو أسلوب أو استراتيجية طبقت بنجاح ولها مرجعية علمية تفسر إجراءاتها وتبين أسباب نجاحها لتصبح قاعدة عامة تضمن النجاح لمن اقتدى بها أو طبقها خاصة في ظل الحراك التعليمي الذي فرضته التوجهات نحو تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة الذي يختص بالتعليم الجيد وهو أحد أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي وضعتها الأمم المتحدة عام 2015. «ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع» ومع توفر الإمكانات والممكنات في مجال التعليم فأدلة العمل و التشريعات والتوصيفات الدقيقة لكل الممارسات التي تؤول إلى تقدم وجودة البرامج التعليمية، جاءت لتجعل عملية التعلم رحلة مستمرة لاكتساب المعرفة والمهارات والخبرات التي تثري حياتنا وتمكن النمو الشخصي والمهني، حيث تظهر التقنيات والصناعات والأفكار الجديدة بوتيرة غير مسبوقة وللتقدم في هذا المشهد الدائم التطور، من الضروري تعزيز وجود مجتمعات التعلم التي توفر الدعم والتعاون وفرص النمو من وجهات نظر مختلفة، ولتصبح فكرة التعلم مدى الحياة وارتباطها بمجتمعات التعلم واضحة، دعونا نستكشف بعض الأفكار التي تلقي الضوء على أهمية مجتمعات التعلم باعتبارها مطلب ملح لتدريب المعلمين وفق توجهات تمكين المدارس وتوعيتهم بالممارسات الجيدة في الأداء كسبيل للنجاح والتقدم ليصبح التصرف والسلوك والتفكير في كيفية الإجادة والتحسين والتمييز من خلال الممارسات الحسنة والسليمة ثقافة عامة. فمن خلال الانخراط في مجتمعات التعلم، يمكن للأفراد تبادل خبراتهم والتعلم من الآخرين وتوسيع معارفهم ومهاراتهم بشكل جماعي.

على سبيل المثال، يمكن للمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي الانضمام إلى المجتمعات عبر الإنترنت حيث يمكنهم تبادل الأفكار ومناقشة أفضل الممارسات والتعاون في المشاريع. آخذين بالاعتبار أن نهج التعلم الجماعي هذا لا يعزز القدرات الفردية فحسب، بل يساهم أيضاً في تقدم المجتمع بأكمله وبلا شك توفر مجتمعات التعلم فرصاً للتواصل مع الأفراد ذوي التفكير المماثل، مما يعزز التعاون ويحفز الابتكار من خلال التعامل مع الآخرين الذين يشاركونك نفس الاهتمامات أو الأهداف المهنية، كما يمكن للأفراد بناء علاقات قيمة وتبادل الأفكار والتعاون في المشاريع. فمجتمعات التعلم منصة للأفراد للتكيف والازدهار في مواجهة التغيير. بالنظر إلى الأفكار الواردة أعلاه، يصبح من الواضح أن مجتمعات التعلم تلعب دوراً حيوياً في تسهيل التعلم مدى الحياة. أنها توفر بيئة داعمة، تعزز التعاون، وتوفر فرصا للنمو الشخصي والمهني. في حين أن هناك العديد من الخيارات المتاحة للمشاركة في مجتمعات التعلم، فإن أفضل نهج يعتمد على التفضيلات والأهداف الفردية. قد يفضل البعض اللقاءات المباشرة ، بينما قد يجد البعض الآخر المجتمعات عبر الإنترنت أكثر سهولة وملاءمة. ولعلنا نقدم إرشادات حول كيفية تحقيق أقصى استفادة من هذه المجتمعات لتعزيز التعلم مدى الحياة. ونسلط الضوء على بعض الممارسات الفضلى في مجتمعات التعلم ومن أبرزها :
وضع أهداف واضحة للمجتمع التعليمي
إشراك أفراد المجتمع في الأنشطة التفاعلية والتعاونية ·
تقديم تغذية راجعة بناءة حول تقدم تعلم الأفراد في المجتمع .
تقديم مجموعة متنوعة من مصادر ومواد التعلم.
تشجيع الأفراد على تحمل مسؤولية تعلمهم وتقدمهم·
تشجيع الأفراد على تطبيق معارفهم ومهاراتهم في المواقف العملية ·
توفير الفرص للأفراد لمشاركة تعلمهم مع الآخرين ·
التقييم المستمر وتحسين فعالية مجتمع التعلم.
وفي الختام نقول أن ، الخيار الأكثر فعالية هو الخيار الذي يتوافق مع أسلوب التعلم لدى الفرد واهتماماته ومدى توفره ألا أننا لا بد أن نستشعر أن التحسين والتطوير والجودة مسؤولية مهنية مؤسسية وطنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى