الثقافة

الممنوع من الصرف

من الأخطاء الشائعة أنك تسمع أحياناً في نشرات الأخبار قولهم: وقد سقطت الأمطار على أنحاءَ متفرقةٍ من البلاد، بمنع كلمة (أنحاء) من الصرف؛ وهذا خطأ لأن تلك الكلمة مصروفة.

 

وحين تقرأ قوله تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ … الآية) تجد الكلمتين (أشداء) و(رحماء) ممنوعتين من الصرف؛ إذ على آخرهما ضمة واحدة، فما السبب في ذلك؟

 

هناك الكثير من صيغ جمع التكسير المختوم بهمزة قبلها ألف، مثل: علماء، كرماء، أغنياء، شعراء، ويكمن الخطأ في اعتقاد أن كل جمع تكسير مختوم بألف ممدودة كما في تلك الكلمات الأربع يمنع من الصرف؛ لأن تلك الهمزة في جمع التكسير على أنواع:

 

1- همزة زائدة؛ أي إنها ليست أصلية في المفرد، ولا منقلبة عن أصل، مثل: علماء، وكرماء، وأغنياء، ورحماء، وأشداء، وهذه الصيغ وأمثالها تكون ممنوعة من الصرف؛ لأنها من أوزان ألف التأنيث الممدودة.

2- همزة أصلية تظهر في آخر المفرد: مثل: أنباء: نبأ وأضواء: ضوء، وأجزاء: جزء. فتلك الكلمات (أنباء، أضواء، أجزاء) ليست ممنوعة من الصرف.

3- همزة منقلبة عن واو، مثل: أعضاء (مفردها عضو)، وأبهاء (مفردها بهو)، هذه الصيغ ليست ممنوعة من الصرف لوجود الواو في المفرد.

4- همزة منقلبة عن ياء، مثل: آراء (ومفردها رأي)، وهي ليست ممنوعة من الصرف لوجود الياء في المفرد.

 

وسبب منع كلمة (أشياء) من الصرف: أنه حدث بها قلب مكاني، أي حدث تغيير في ترتيب حروفها، إذ أن أصلها (شيئاء)، فلما كثر استعمالها استثقلت همزتان بينهما ألف، فنقلت الهمزة الأولى قبل الشين فصارت (أشياء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى