المواطنة الرقمية .. تربية و تعليم .. تعليمنا إلى الأمام

في الأعوام الماضية ما ان يرزق الوالدان بالأبناء حتى يبدأ كل منهما في غرس أسس الدين والتربية الصالحة في نفوس أبناءهم، وتشاركهم المدرسة في عملية التربية والتعليم حرصا على إنتاج أفراد صالحين للفرد والمجتمع
وقد كانت هذه الأسس كافية للوصول إلى التوازن الأخلاقي المطلوب للفرد حتى يصل إلى مرتبة الفرد الصالح
ولكن في عصرنا الحالي وفي ظل الثورة التقنية التكنولوجية، ومع دخول الحاسب الآلي عموما وشبكة الإنترنت خصوصا في كافة مجالات الحياة لم تعد أسس التربية التقليدية كافية لذلك،
نرى المعلم يقدم دروسه في فصول إفتراضية عبر الشبكة العنكبوتية ويتواصل معه الطلاب ويقدمون واجباتهم بتفاعل ينافس تفاعل الفصول التقليدية
ونرى السؤال يتبادر إلى أذهاننا فنهرع مسرعين لمحرك البحث الإلكتروني الذي يقدم لنا معلومات وفيرة دون جهد يذكر
وتلتبس علينا الطرق فنتجه إلى تطبيقات تحديد المواقع عبر أجهزتنا الكفية والمحمولة
وغير ذلك من مجالات الحياة التي تظهر لنا الدور الذي تلعبه شبكة الإنترنت وكيف أصبحت ضرورة للصغير قبل الكبير وفي كل المجالات
لذلك فإننا أمام سلاح ذو حدين إن توقفنا أمام حسناته وقعنا في المحظور
يتجلى ذلك في حسابات مواقع التواصل الاجتماعي المجهولة على سبيل المثال التي تناقش مسائل الدين وتطعن في الذات الإلهية دون وعي وإدراك، والأخرى التي تسب الدولة ونظام الحكم وتتطاول على أولياء الأمر
وغير ذلك من التصرفات التي تظهر لنا ضعف المواطنة الرقمية في مجتمعاتنا
وقد اجريت احصائية تقيم اطلاع شريحة من المدرسة الثانوية الثانية بالجبيل على مفهوم المواطنة الرقمية اشتملت على طالبات ومعلمات وكانت النتيجة كالتالي:
يمكننا تعريف المواطنة الرقمية بأنها الأسس والمعايير التي تحقق لنا الإستفادة من الشبكة العنكبوتية بشكل سليم وفق حدود تضمن لنا سلامة المحتوى وتحفظ امن المستخدم وتحقق بيئة تكنولوجية صالحة
ولا يعني ذلك حجب المواقع أو فرض درجات عالية من المراقبة ومنع استخدام الأجهزة خوفا من السلبيات ومخاطر الشبكة بل على العكس
إذا تحقق الوعي التكنولوجي السليم وتمت تربية الأبناء منذ الصغر على أسس الإستخدام الواعي الآمن للشبكة والأجهزة ومخاطرها وطرق الإحتيال الإلكتروني سوف نصل بإذن الله لجيل واعي مثقف يحمل بين جنباته درجة عالية من المواطنة الرقمية التي تعينه على النهل من بحر التقنية بذكاء ووعي وتجنب الغرق في سيئاتها
ولأن المدرسة صرح للتربية والتعليم فهي بدورها خير شريك للأسرة في غرس مباديء المواطنة الرقمية إلى جانب أسس التربية الأخرى ونشر الوعي التقني من خلال الأنشطة اللامنهجية وورش العمل
لأن التربية الصحيحة تعتمد على تعاون كل الأطراف المربية والمنشئة للفرد من أسرة ومدرسة وجامعة بل وحتى صنّاع التقنية يشكلون جزء من الموضوع
أما بالنسبة لأولياء الأمور:
فيجب عليهم التحدث مع أبنائهم وتوعيتهم حول السلوك الصحيح والتعامل المناسب والدور الإيجابي والسلبي لشبكة الانترنت، إضافة إلى استخدام وسائل مراقبة وفرض حدود تساعدهم على تحقيق الاستفادة المنشودة من الشبكة ووقاية أبنائهم من مخاطرها.
المعلمين والمربين:
يمكنهم غرس المواطنة الرقمية في نفوس الطلاب عن طريق تأسيس الأطفال منذ سن مبكرة وتوعيتهم على المسئوولية واحترام الآخرين وان كان التعامل من خلف شاشة وبحسابات مخفية وبشكل مطلق، وبذلك ينشئون نشئة تربوية تقنية سليمة
ولهم أن يهيئوا أنفسهم كمربين عن طريق الإطلاع على الكتب وتفعيل الدورات وتبادل الخبرات.
الصناع التقنيين:
تصميم أجهزة تدعم عناصر تحكم الأمان بحيث تسمح لأولياء الأمور بالحد من السلبيات ورصد استخدام أبنائهم للإنترنت وتهيئة المواقع بشكل يقلل من السلوك التقني المخالف.
الحكومات والمؤسسات المجتمعة: –
وضع عقوبات تقنية وإنشاء أنظمة يتابعها مسئولين كالأنظمة المهتمة بالمخالفات التجارية وأنظمة السير وغيرها لأنه بطبيعة الحال من أمن العقوبة أساء الأدب
من المراجع المعينة على الاستزادة في موضوع المواطنة الرقمية كتاب تنشئة الطفل الرقمي (دليل المواطنة الرقمية لأولياء الأمور) وكتاب المواطنة الرقمية في المدارس للكاتب مايك ريبيل
ومدونة الأستاذة حنان العرفج التي تطرقت في إحدى تدويناتها عن هذا الموضوع
والله الموفق الهادي إلى سواء السبيل والى بيئة رقمية سليمة بفضله ومنه وكرمه
المراجع:
الشهري، ناصر. (1434). أمن المعلومات وعي مثالي وحماية حصينة (الطبعة الأولى). الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية
مايك ريبيل، المواطنة الرقمية، ترجمة: مكتب التربية العربي لدول الخليج
مدونة الأستاذة حنان العرفج epcsupervision.blogspot.com
المقالة تحت اشراف معلمة الحاسب الالي : نوره الذويخ