( بحر العطاء ) بقلم ياسمين الزهراني
الحمد لله الذي علَّم بالقلم ، علَّم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على النبي الأكرم ..
أما بعد ..
فإن المعلم هو حُماةُ الثُّغور ، ومربي الأجيال ، وساقي الغرس ، ومعمر المدارس ، المستحق لأجر الجهاد ، وشكر العباد ، والثواب من الله يوم المعاد ، كيف لا وقد رفع الإسلام من شأنه وأعلا من قدره ، قال تعالى : ( يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) ، وقال– عز وجل- : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) ، والآيات في بيان فضل العلم وأهله كثيرة ، وفي السنة ذُكِرَ الرَسُولِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالْآخَرُ عَالِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ” فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ ” ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ” إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ ” .
فكلما تمسك المعلم بالدين وحرص على غرسه في قلوب أبناء المسلمين كلما عرف الناس قدره ، فهو حامل رسالة قبل أن يكون صاحب مهنة فعمله عمل الأنبياء والمرسلين .
والمعلم الفطن لايرض بالدون أبداً وأن يضع بين عينيه النجاح دائماً ، وها أنا أضع بين يديكم بعض مما يساعد في النجاح والإبداع – بإذن الله- فالمعلم لكي يكون ناجحاً مبدعاً :
– لا بد أن يخلص النية لله ، ويتوكل عليه أولاً وقبل كل شيء .
– لابد أن يكون لديه أهداف واضحة ، وخطة عمل مدروسة لكي يسير في خطى ثابتة .
– أن يكون مثقفاً ، واسع الأفق ، لديه اهتمام بالاطلاع على ما استجد في طرق التدريس، وفي مادته .
– لا ينتظر عبارات شكر من الطلاب أو ذويهم بل يحتسب الأجر في كل ما يقدمه .
– قدوة للطلاب في جميع الأمور , دليل إرشاد وتوعية , صادق اللسان , عفيف المنطق , صبور على طلابه ..الخ
– يثق في قدرات و مواهب طلابه و يثني عليهم متى استحقوا ذلك .
– يملك روح الدعابة والمرح داخل الفصل .
– التواصل مع أولياء الأمور و التقرب إلى الطلاب لتجاوز الصعوبات التي قد تواجههم .
– الحكمة في إدارة الصف ، تتضمن التفاهم والتعاطف مع طلابه ، وتوجيههم وإرشادهم فرديّاً وجماعيّاً ، والاهتمام بالقيم الروحية والأخلاقية لهم .
ختاماً .. المعلم هو العملاق الشامخ في عالم العلم والمعرفة وهو النور الذي يضيء حياة الناس وهو عدو الجهل والقاضي عليه وهو الذي ينمي العقل ويهذب الأخلاق لذا وجب تكريمه واحترامه وتبجيله لأنه يحمل أسمى رسالة وهي رسالة العلم والتعليم التي حملها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم .
أسأل الله أن تكون هذه السطور القليلة في حق المعلم شاهدة لي لا علي يوم القيامة وأن يتقبل هذا العمل الخالص لوجهه الكريم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
بقلم / أ.ياسمين بنت عبد الله الزهراني