أقلام واعدة

بين مطرقة النقد وسندان الواقع( بدر المطيري)

 

أرسل أحد الزملاء رسالة مضمونها أن الناس لا يلتفتون إلى تميزك بل يلتفتون إلى سقوطك ، فرد عليه آخر: بل  يدركون ما تقوم  به من نجاح  أو فشل. فأحببت أن أشارك قائلًا  :  أخي العزيز  الناس  منحهم  الله  عقلاً وفكراً فهم  يدركون  تميزك وسقوطك ،ولكن القليل منهم أهل القلوب النقية  والأنفس السامية والعقول  الراجحة الذين يهنئونك بإنجازاتك بل يفرحوا بذلك وكأن هذا الإنجاز والتميز من صنع أيديهم لأن الله جبلهم على السجايا الجميلة والطباع الحميدة والأخلاق العالية ومنحهم نظيراً لذلك عقولاً حكيمة وآراءً مسددةً ومحبةً في قلوب الناس ،والجزاء من جنس  العمل (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) وقسم آخر لم يكن للتميز نصيباً في حياتهم ،بل حياتهم مليئة بالفشل والمفارقات  العجيبة ،وينظرون إلى  المتميزين البارعين بنظرات  بائسة وأعين مغطاة  بوشاح  مسود ، بل  إن  هؤلاء المبدعين والمتميزين  في شتى مجالات المعرفة في نظرهم فاشلون وما ذلك إلا  (حسداً من عند أنفسهم )  وعندما يحدث  لهذا المتميز البارع  هفوة  سقوط تجده  يفرح لذلك  أشد الفرح من فرحه لإنجازاته القليلة لأن نفسه لم يكن لديها  ذلك النجاح والطموح  والرقي والسمو، فغيره ينظر عالياً إلى  الثريا وهو ينظر إلى الثرى وشتان مابين النور والظلمات وأخيراً يبقى المتميز متميزاً واضحاً للعيان  كالبدر  في  كبد  السماء  ويبقى الفاشل بفشله في سفح الجبل بين  الحفر ، وهكذا   تستمر الحياة  بحلاوتها  ومرها، بخيرها  وشرها .

 يقول الشاعر أبو الحسن التهامي :

 

حكم  المنية  في   البرية  جار         وما هذه  الدنيا بدار قرار

طبعت على كدر وأنت تريدها         صفوا من الأقذاء والأقدار

 

كتبه أ / بدر بن علي هلال المطيري

الجبيل الصناعية        

‫2 تعليقات

  1. يبقى المتميز متميزا كالبدر في كبد السماء ويبقى الفاشل بفشله في سفه الجبل بين الحفر وهكذا تستمر الحياة ……

    مقال رائع

  2. يبقى المتميز متميزا كالبدر في كبد السماء ويبقى الفاشل بفشله في سفه الجبل بين الحفر وهكذا تستمر الحياة ……

    مقال رائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى