التعليم

توظيف منصة التواصل الاجتماعي التعليمي Edmodo في العملية التعليمة

نشهد  في وقتنا الحاضر ثورة هائلة في شبكات التواصل الاجتماعي , و نتلمس قفزات و تغيرات جذرية أحدثتها هذه المواقع على الصعيد الفردي و الاجتماعي و قطاعات الحياة الأخرى.

و اذا القينا الضوء على قطاع التعليم , فنجد انه من الضروري أن يعي المعلمين الطريقة الصحيحة لتوظيف مواقع و شبكات التواصل الاجتماعي في العملية التعليمية بمهارة و ذكاء للحصول على مخرجات تعليمية ذات جودة عالية و لتنمية مهارات لدى الطلبة بكفاءة . خاصة و أن الجيل الحالي الذي نقوم بتعليمه اصبح ممارساً محترفاً لأدوات التقنية و الاتصال , وبالتالي يحتم ذلك علينا تطوير الأساليب و الأدوات التي نستخدمها كتربويين لتحقيق توافقاً و استفادة من الأدوات التقنية و التي أصبحت بأيدي الطلبة و العمل على جذبهم و لتعزيز مهارات التعلم.

و لعل من أهم مواقع و شبكات التواصل الاجتماعي التي شقت طريقها للفصول الدراسية و التي قمت بتوظيفها في التعلم مع طالباتي هو موقع Edmodo و الذي يعد احدى تقنيات الويب 2,0 و منصة للتواصل الاجتماعي التعليمي , يجمع بين مزايا البلاك بورد” نظام لإدارة محتوى و مقرر تعليمي ” و مزايا الفيسبوك ” أشهر مواقع التواصل الاجتماعي مع الأخرين ” , فيوفر بذلك أدوات و مزايا تعليمية رائعة و مشاركة الكترونية مبدعة بطريقة أمنة و شيقة و سهلة , و قد اختير كأفضل منتج تقني في جوائز EdTechDigest Award للعام 3013 م و ذلك كأسلوب لإدارة و تنظيم عملية التعلم .

و اذا نظرنا الى العملية التعليمية بانها مجموعة من الاجراءات و  الأساليب و الممارسات التي يتم القيام بها  لتحقيق التعلم و لتنمية المهارات و الخبرات , فإننا سنجد ان  Edmodo يوفر ما نحن بحاجة إليه كتربويين من أدوات و أساليب و يقدم بيئة خصبة الكترونية تفاعلية للتواصل خارج البيئة الصفية  ليعزز الابداع  و التطوير و لتنمية مهارات مختلفة مفيدة لمستقبل الطلبة و بالتالي تحقيق أهداف التعلم .

فمن خلاله يمكن انشاء فصول افتراضية يتم الدخول إليها من خلال كود يقدم من قبل المعلم لطلبته , و بعد الانتهاء من دخول جميع الطلبة يتم اغلاق الفصل الافتراضي لضمان تعلم أمن . فيمكن اجراء المناقشات الجماعية و ارسال الرسائل و الملفات بين المعلم و الطلبة و المشاركة بالروابط الالكترونية , و وضع اعلانات “برودكاست ” متنوعة و تصميم استبيانات , و مشاركة و تطبيق برامج متنوعة تعليمية , و انشاء مكتبة الكترونية تحوي على مقرر الكتروني للمادة تجمع بين مقاطع الفيديو و العروض التقنية و الوسائط المتعددة و المستندات المتنوعة للوصول إليها من قبل الطلبة في أي وقت و أي مكان .

أيضاً يتيح تصميم و تنفيذ اختبارات الكترونية بمرونة عالية , و تقديم واجبات و مهام أدائية الكترونية قد تحوي على مصادر معلومات للرجوع اليها مع امكانية توظيف مهارة البحث مع تقديم التغذية الراجعة للطلبة مع إمكانية تصميم إشارات (Badges) وتقديمها للطلبة المميزين . و بالتالي فهو يساعد المعلمين على المتابعة الإلكترونية لأداء و لتقدم مهارات كل طالب على حدة وفقاً لقدراتهم الفردية و يتيح كذلك متابعة أولياء الأمور لتقدم أبناءهم الطلبة الكترونيا. كذلك يوفر للطلبة امكانية اختبار رمز يوضح للمعلم نوع التعلم المناسب لكل طالب ” سمعي أو بصري أو حركي باستخدام التجارب و الاعمال اليدوية ” مما يساعد المعلم على التخطيط الجيد للأنشطة التي سيقدمها لطلبته .

كذلك يمكن للمعلم إنشاء قروبات مغلقة داخل كل فصل الكتروني تحوي على عدد مختار من الطلبة لمناقشة مشروع أو للتعاون في التخطيط لمهمة أو نشاط .

و قد قمت بتوظيف Edmodo لتطبيق مفهوم الصف المقلوب Flipped Classroom في التعليم , حيث وفر بيئة إلكترونية و أدوات تقنية مما ساهم بنجاح تطبيق التجربة مع طالباتي بمرونة و كفاءة عالية .

كما يمكن من خلاله التعاون باستخدام   TopicsEdmodo و المشاركة مع التربويين في مختلف المدارس الدولية و التواصل مع معلمين من نفس التخصص مما يتيح تبادل الخبرات و الأفكار و اكتشاف طرق تعلم جديدة للطلبة .

و يتوفر تطبيق إلكتروني للهواتف الذكية و الأجهزة اللوحية , فيمكن للطلبة الدخول للموقع و الوصول للمحتوى التعليمي و المشاركة من خلال هواتفهم و أجهزتهم المتنقلة في أي وقت و أي مكان و بالتالي فهو يحقق تطبيق توجه حديث وهو التعلم النقال Mobile Learning بكفاءة و سهولة في التعليم .

ينقل Edmodo اسلوب التعلم و التدريس ليتوافق مع القرن الحادي و العشرين و الذي يعتمد على الرقمية و الأجهزة الذكية و التفاعل الالكتروني و التعلم الجماعي و التوجه الذاتي و مهارات التفكير وحل المشكلات  و يحقق التعلم الاخضر Green Learning من خلال خفض استخدام الورق و الأقراص الضوئية في التعليم ومخلفاتها . و نجد أن الموقع يساعد على رفع قدرات الطلبة و مستوى أدراكهم و ينمي مهارة التعاون و التفاعل و المشاركة بالأفكار لحل المشكلات , و تطوير أدائهم و اطلاعهم على المستجدات في مجال دراستهم  و جذبهم للعملية التعليمية و بالتالي يصبحون مشاركين و دافعين مع المعلم لعملية التعلم و ليسوا مجرد متلقين .  لذا من المهم العمل على توظيف الموقع في التعليم و تهيئة المعلمين ليصبحوا قادرين على التعامل مع مستجدات التقنية الحديثة لما لهم من دوراً هاماً في دفع عجلة التعلم و تطويره .

images

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى