قضايا وحوادث

زوجات يشتكين : أزواجنا ” مبتعدين عنا ” , وسئمنا الحياة الزوجية من “طرف واحد ”

.

الحياة الزوجية يصفها البعض بالحظوظ ويصفها البعض بالتوفيق , يتفق الجميع على أن يعطى كل حقوقه دون تقصير , ولكن يبقى التفاعل مع هذه الحقوق , هل الزوجة ستتجاوب وهل الزوج سيتعاون , الحياة الزوجية يراها البعض أنها مملة أحيانا ’ ويراها البعض أنها مقدسة , اختلاف التوجهات بين الزوجين والآراء هل يكون سببا مقنعا للانفصال لاسمح الله , زوجات يشتكين وأزواج يشكون فما الحل إذن .

وردتني عدة اتصالات أسرية تستشيرني .. نساء يرغبن بالطلاق من أزواجهن …فاستعنت ببعض من أثق في نصائحهن لتزويد هؤلاء النساء بفرصة أخيرة قبل الانفصال عن زوجها ….

ورغم تطبيقهن  لكل هذه النصائح إلا أنهن واجهن مشكلة في عدم تقبل الزوج لفكرة المصالحة…واتخاذ السكوت واللامبالاة والهجر أسلوبا يجعلها تختار أبغض الحلال بكل طواعية .

هو يريد ….وهي تريد ….وفي النهاية يبقيان كنهرين أبيا إلا أن يسيرا في إتجاهين متوازيين لا يلتقيان رغم أن سلوك كل منهما على حدة بدا مقبولا …وليس ممن تستحيل معه الحياة .

وفي خضم مشاركتي لهم بالإصلاح وصلتني عبارة قبعة المسك الأسود ..تلك التي تطرد العين والحسد من البيوت ..وتخيلت هذه القبعة السحرية لو وجدت في البيوت …تلبسها المرأة فيكون زوجها كالخاتم في إصبعها ويلبسها الرجل فتكون زوجته كما يحب ويرضى …أوليس هكذا يرغب كل من الطرفين ؟؟

وهل الدنيا مصممة على رغبات البشر يريدونها سهلة ميسرة لا نصب فيها ولاتعب  …وهل الدنيا التي أبهرتهم بتقنياتها ورفاهيتها عودتهم على أن ينالوا كل شئ بضغطة زر …فاعتادوا أن تحل مشاكلهم بذاك الزر أو بقبعة سحرية ….وربما كانت المتصلة قد بلغ بها الصبر مداه وهي بعد لم تأخذ سوى شهرا للإصلاح …ثم تقول : يكفي ..لقد أعطيته فرصة جيدة ؟؟؟؟

أما إحداهن (س) : فقد تغير زوجها عليها بمجرد عودته من السفر ..وتحول فجأة إلى رجل أصم لايسمع ولايتكلم ولايشارك ولايهتم ..تسأله فلا يجيب …وتطلب منه التوضيح فلا يأبه ..ولا يأكل معها ولايتواجد في البيت إلا نادرا …..وتعطلت حياتها على هذه النفسية ..تنتظر متى يفرج عليها بإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ؟؟؟

و(هدى)  امرأة في الثلاثين من عمرها , تزوجت وأنجبت عددا من الأطفال ذكورا وإناثا ..تحكي عن مأساتها بأن زوجها لم يعد يدخل البيت إلا نادرا …ومهما بالغت في الاهتمام والتفنن في الطعام وإعداد البيت كما يجب …لكنه شخص ملول …لو تزوج عشر نساء سيصيبه الملل و لا تتوقع أن هناك امرأة ستكون على مزاجه يوما ما …

و(أم مهنا) تقول عن زوجها أنا معه كـــحال المرأة التي وصفتها أم زرع (إن أنطق أطلق أو أترك أعلق ) ينتظر زوجها أي كلمة تذمر أو شكوى حتى ينهي حياته معها ..وإن سكتت ظل يعيد عليها قصصا مضت واندثرت حين قصرت معه تلك المرة ..وحين تجاهلته ليلة أخرى …كل هذا يريدها أن تتنرفز وتنطلق غاضبة ليخرجها من البيت

وأما (أسماء) تقول عن زوجها أنه يمتلك ذاكرة سيئة بل وتسميه الجمل الحقود ..يخزن في ذاكرته كل موقف وإشارة وحركة ومن ثم يعيد عليها القصة ..حتى أنها تنبهـــر من سرده لكل شاردة وواردة …وسئمت هذا الاحساس المرير الذي لايفوت أي تصرف بشري …فكيف إذا كان من امرأة تتغير عليها نفسيتها بين حين وآخر بسبب الحمل والولادة …ورعاية الأطفال .

حين أجريت معهن هذا اللقاء ..سألتهن إن كن يشعرن بالراحة مع أزواجهن عند الزواج …فأجاب الجميع بالنفي

بل إن أكثرهن أرادت أن تنهي هذا الزواج أثناء العرس لما لحظته من مشاكل قد بدأت قبل قيام العلاقة الزوجية بينهما

لكن خيار الصبر ..والأمل في تغيير هذا الزوج للأفضل دفعها إلى إكمال مسيرتها وهاهي تدفع الثمن …وترغب في أن تعيش حياة مستقلة ….ترعى أولادها بعيدا عن مشاكلها مع هذا الزوج ..ويكون الزوج ضيفا يسلم على أولاده بين الفينة والأخرى …ليكمل حياته مع أخرى …قد لاتكون أفضل من زوجته السابقة …لكنه قرر أن يتغير مع الأخرى ليصبح شخصا أفضل …

رأي مستشار :

سألنا الاستشاري الدكتور عبد العزيز المشيقح عن رأيه في علاج مثل هذه الظاهرة فأجاب :

الطلاق ظاهرة تفشت في مجتمعنا ولانكاد نرى حالة زواج إلا ويقابلها حالة طلاق ..والذي  يجب أن نعرفه عن الطلاق  أنه أبغض الحلال إلى الله ….وقد تساهل فيه الناس فهو ليس عملية فك رباط ..بل له تواصل ومشكلات مابعد الطلاق إن كان هناك أولاد وإن كان هناك علاقات بين أفراد الأسرة إذا كان ابن عمها قد تؤدي إلى القطيعة …وأصبحت كلمة (الطلاق) رخيصة عندهم وهي عند الله عظيمة حين يقسمون في المجالس (علي الطلاق وكذا )

بعض مسائل الطلاق بسبب ظاهرة ضعف القدرات الجنسية لدى الشباب لا أعلم أهي بسبب المأكل أو المشرب وهذه من مسببات الطلاق

ثم إن المرأة ليست كالسابق ..المرأة أصبحت لها كلمة وتمارس صلاحيات ليست المرأة التي توجه من قبل الأب أو الأم بل أصبحت تناقش ..وفي مجتمعنا العربي والأصح السعودي بشكل خاص لايريد للمرأة أن تبادله الرأي فهو يرى ذلك عنجهية أنا رب البيت وأنا وأنا …وهذا ليس بصحيح إنما النساء شقائق الرجال

الأهم من ذلك أن بعض الشباب هداهم الله حين يجد زوجته تعمل يتكل على المرأة ..ويرى أنه بمقابل أن سمح لها بالوظيفة ـ  مجرد سماح ـ لابد أن تقوم بالأعباء وهذه ليست من مهمات المرأة فتقول المرأة أنا في غنى مادام عندي مرتب وأصرف على  أولادي لماذا أظل مرتبطة بهذا الزوج …

ثم قضية مايسمى بشهر العسل ولها دور في نسب الطلاق وهي أن الشاب بمجرد زواجه وهو لايعرف الفتاة بشكل كبير ويسافر ويفتح عينيها على معالم كانت غافلة عنها ويكون لديه نوع من الشك وهو الذي من فتح لها أن تنطلق بحرية

 ويجب عليه  أن يؤخر شهر العسل  بعد أن يعرفها وتكون جزء من حياته ثم يسافر معها حيث شاء.

هناك أمور أخرى أن الفتيات ليس لديهن صبر لتحمل الزواج ….وإذا كان الزوج حديث عهد بالزواج وله ارتباطات وله زملاء فلايمكن أن تختفي مرة واحدة وليس من السهولة أن ينقطع عن أحبابه بمجرد ارتباطه بك كزوج ويجب أن يكون هناك نوع من التنازلات .

والسبب الأساسي في قضايا الطلاق هو البعد عن تعاليم دين الإسلام ومعرفة حق الزوج ولو عرف الزوجان قيمة الحياة الزوجية وأنها مقدسة لدرجة أن النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الطويل (حديث أم زرع لأبي زرع )..لما قال لعائشة : أنا لك كأبي زرع لأم زرع هذه قمة المحبة والوفاء من الرجل للمرأة ..أعتقد أن الذي يعرف هذا الحديث لايتجرأ على لفظ الطلاق ..هدى الله الجميع لما فيه الخير والصلاح .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى