الجبيل اليوم

سيدة الأعمال سامية عباس تروي لـ ” الجبيل اليوم ” كيف تحولت من ” دار الرعاية ” إلى سيدة أعمال كبرى

للكفاح في حياتنا صور وأسماء ، قصص وحكايات ، أقوال وعبارات … للكفاح  طعم ، ولون ورائحة ،ينعم بها المكافحون . ويحس بها الاخرون الحياة لا تعطي الكثير غالبا ،بل تترك لنا المجال للسعي وراء تحقيق الاكثر والوصول اليه . تكتفي الحياة بتعليمنا وتدريسنا في مدرستها ، فتقسو علينا مرة وتصدمنا مرات وتحن مرة وتمنحنا مرات ،تنتظر منا ان نتعلم وان نعود فنقف وان ننتج ونتقدم ..

في مدرسة الحياة تفوق الكثير وسقط الأكثرية ،فهناك من سقط واخفق ، ثم عاد ليتفوق ،وهناك من نفوق ونجح وعاد ليخفق ..وهكذا هيا مدرسة الحياة هنالك من يتعلم منها وفيها ،وهناك من يتخبط منها وفيها . لقائي هذا مع سيدة عظيمة كان للكفاح والنجاح والتفوق في حياتها طعما لذيذ ولونا براقا ورائحة أخاذة يشتمها كل من يعرف عنها ،جميلة هيا رائحة النجاح ورائعة هي  صورته ..

السيدة سامية عباس فلاتة سيدة اعمال سعودية تدير مؤسسة “المندوبة الاولى – للتقسيط والمقاولات ” بالمدينة المنورة

–          السلام عليكم السيدة سامية بداية حدثينا عن نفسك وعن مشوار حياتك وبدايتك ؟

حقيقة اجد صعوبة في التحدث عن نفسي ، ولكن سأحاول ان اجيب على اسألتك بشكل محدد . سأبدأ بالحديث عن مشوار حياتي .اولا اسم مؤسستي من واقع بدايتي وبداية مشواري في هذا العالم ،بدأت قبل تقريبا اكثر من 19 عاما ،وكانت لبدايتي اسباب ومتطلبات حياة دفعتني للعمل الدءوب والمستمر ..

بداية احب ان اقول ان الدافع وراء نجاحي هو انه كان لي هدف واضح دائما ،كنت اسعى لتحقيقه واطمح اليه ،كنت ام أعول ثلاثة اطفال أكبرهم ابنتي بيان اثنا عشر عاما و اصغرهم ابني عبد الله عمره عامان وأوسطهم فهد .كان راتبي لا يكفي متطلبات حياتي ،وأنا لم أكمل تعليمي ولم اجد وظيفة تناسبني حيث لم يكن هنالك إلا وظيفة مستخدمة في كل مرة اتقدم فيها لوظيفة . اضطررت للعمل في اكثر من مكان ولساعات طويلة اكثر من تسع ساعات مما يحرمني من الجلوس مع اولادي .ثم استقريت بالعمل في دار الرعاية الاجتماعية “لرعاية الأيتام ”  سنوات عملي في الدار اجدها رحلة جميلة فقد كانت اربع سنوات تكللت بالانجازات والشهادات ،كنت سعيدة بتعويض أولئك الصغار عن ام واب فقدوهم وفقدوا حنانهم بدون ذنب اقترفوه .كل هذا و امي تجلس في البيت تحتضن اولادي وترعاهم وتربيهم بحب وصبر وصمت ،هذه الام العظيمة التي هيا وراء كل ما انا عليه الان .

–          ولماذا تركتي دار رعاية الأيتام ، وتوجهتي الى التجارة  ؟

تركتها بعد اربع سنوات ،حيث تغير الرؤساء وزادت الضغوط في العمل ،فلم احتمل فا قدمت على تقديم استقالتي وترك اولادي “اطفال الدار” وأنا مجبورة .ولكنني استخرت الله وتوكلت .

وعدت لرحلة البحث عن عمل من جديد ، وكانت المشكلة التي تواجهني هيا ساعات العمل الطويلة وبعدي عن اولادي والدخل القليل و أولادي يكبرون وتزداد احتياجاتهم ،والحقيقة ان اهلي لم يكونوا “مقصرين “بل على العكس انهم لم يتركونني في حاجة أبدا ،ولكنني لم ارغب في ان أكون حملا .

–          احكي لي عن دخولك عالم التجارة والأعمال ؟

قصتي كانت من تجولي احد الايام في السوق ووقوع عيني على ” منشفة ” تستخدم لتنشيف اليدين .أعجبتني كثيرا بألوانها وقد زينت بقطع مرايا صغيرة  ،فقفزت الى ذهني فكرة ان اقوم بتنفيذ الفكرة وبيعها ،حيث لا يصعب عليا تنفيذه ،وكانت تلك المنشفة فاتحة خير ولله الحمد  ..

لم يكن معي في محفظتي سوى مئة ريال ،وكانت ما تبقي لي من راتبي في دار رعاية الايتام ،أخرجتها واشتريت المنشفة.عدت الى البيت والفكرة تتبلور في عقلي ، أخذت من والدتي الغالية مبلغ الف ريال واشتريت الأدوات اللازمة  لأتمكن من تنفيذ مناشف مشابهه وبأشكال مختلفة و ألوان متعددة ،وبالفعل تمكنت من ذلك  .واتجهت الى السوق وحاولت اقناع اصحاب المعارض بقبول بضاعتي وعرضها ،ولكن الكل رفض حتى وصلت الى احد المحلات ووافق صاحبها على الفور ،وكانت  بداية رزق لي وله ولله الحمد .

الطريف في الموضوع ان الرجل اخبرني ان البضاعة لو لم تمشي في ذلك اليوم فإنه سيتصل بي في اليوم التالي ليطلب مني بسحب مناشفي من عنده ، ولكن ولله الحمد اتصل بي  في اليوم التالي لطلب المزيد والمزيد …

استفدت كثيرا من عملي بالمناشف وحققت دخلا جيدا ،ولكن لكل دولة شمس ولابد للشمس ان تغيب ،فقد خف الدخل وتوقف الطلب …   فتوقفت عن الانتاج . ومرة اخرى رحت افكر في طريقة لزيادة الدخل .

تتابع السيدة سامية قصتها وتقول ..

بداية مشواري الفعلي كانت عندما كنت في زيارة اخت زوجي ووجدت عندها اناس يسددون اقساط لمشتريات اشتروها ،وعندما سألتها اخبرتني ان زوجها يعمل على توفير اقساط لاي شخص يرغب بشراء أي شيء .وشارت عليا ان انفذ الفكرة وهي ” ضاحكة ” والحقيقة انني رحت افكر في تنفيذها حقا .

وكانت البداية انني حصرت راس المال الذي قمت بتوفيره من مشروع المناشف ،ثم قمت بعمل دراسة جدوى بسيطة ومن ثم قررت التنفيذ والبدء . قررت ان تكون بدايتي بسيطة  بالجوالات فقط و اذا ما توفقت تابعت ..وبالفعل تابعت  و وفقني الله ولله الحمد فامتد الامر لأجهزة الحاسب المحمول ومن ثم الادوات الكهربائية والسيارات وتأثيث المنازل .

كنت اشرف على عمل المهندسين وعمليات التركيب ، حتى ان صاحب محلات الكرعلي للادوات الكهربائية اطلق عليا لقب المرأة الحديدية ، وتقدم محل اخر بتقديم شهادة شكر على جهودي المبذولة ، لما وجدوه مني من اصرار وعزم وحزم في العمل ولله الحمد ، كنت انا المندوبة ومخرجة الفواتير “المحاسبة ” ومندوبة التجوال لتحصيل الاقساط ولكنني لم اكن لأتقاعس  ولا ان اكسل و اتكاسل و أوكل و أتواكل كنت اتوكل على الله الحي الذي لا يموت ليوفقني ويفتح لي ابواب الرزق والتوفيق والنجاح .عملت لفترة واجتهدت وكافحت حتى تمكنت من ان اكون صاحبة احد هذه المؤسسات التمويلية و لله الحمد برأس مال أربعة ملايين ريال ولله الحمد والمنة ،كما انني انشئت جمعية لكفالة الايتام وتبنيهم .

–          ما آلية عمل الجمعية ؟

الجمعية تمكن أي شخص من كفالة  ايتام بأسمائهم  وتوفير احتياجاتهم اللازمة وتحمل مصاريفهم واحتياجاتهم

–          مشوار مشرف ومبهج  سيدة سامية ،لمن تقديم كلمة شكرا .

اقدم وافر الشكر لامي الحبيبة التي كانت اما لعيالي”  حيث كنت اما غائبة ” اوجه كلمة شكرا لانها كانت تهمس في اذني في وقت الازمات ان لا أيأس وان الله لن يضيع لي تعب  اقول لها شكرا لانها لم تملني يوما ولم تمل عيالي ،اقول لها شكرا لانها دعمتني ودفعتني وشجعتني واحتضنتني واحتضنت عيالي  …حقيقة شكرا امي .كما اوجه الشكر لزوجي الذي ساندني في مشواري نحو تأسيس المؤسسة وانجاز المشروع  الذي كان حلما وتحقق ولله الحمد …

هنا اننتهى لقائي مع السيدة سامية  و أنا الان اوجه نداء الى كل امرأة ، أن لا تقفي  ولا تقنطي  من رحمة الله ،لا تتذرعي بالشهادة والتحصيل العلمي ولا تختئي  خلف الفشل من اول مرة ولا تتركي أحلامك وطموحاتك تتلاشى معه  ، اجعلي الاخفاق درسا و اعتبريه دافعا ،فالنجاح في حياتنا لا يأتي الا عن طريق ادراك الفشل والتعلم من الاخفاقات ،حدد هدفك واجعله هو النجاح وانطلق،فبالتأكيد يوما ما سيتحقق بإذن الله

صور من انجازات السيدة سامية عباس فلاتة خلال مشوار حياتها

                                 IMG-20140708-WA0000

 

IMG-20140708-WA0001

 IMG-20140708-WA0008

واخيرا مشروع السيدة سامية تحت الانشاء ( مكاتب ومحلات تجارية )

IMG-20140708-WA0046

 

‫10 تعليقات

  1. ما شاءالله لا قوة الا بالله اسأل الله لك دوام التوفيق .. حقيقة مشوار حافل بالكفاح والصبر ادعوا الله ان يحفظ لك الوالدة العزيزة التي كان لمساندتها ورعايتها لابناءك الأثر الطيب فيما وصلت اليه من نجاح بعد توفيق الله …الي مزيد من التقدم والنجاح بإذن الله

  2. أبنت خالتي والنعم بها شيء يفرح القلب ويثلحه فعلا المراه الحديدية وتستاهل كل خير صبرة وكافحة ولكل مجتهد نصيب البلد فيها خير ولكن تحتاج المخلص والمتوكل على الله امثالها فتظفر صدقة الله فصدقها الله يوفقك يااختي ام بيان والى الامام

  3. اتمنى لك التوفيق في جميع مشاريعك استاذة سامية ***
    فعلا الحياة تحتاج الى جهاد و صبر وأشهد أنك تستحقين ما أنت عليه الآن و ما سيكون لك من خير و توفيق باذن الله ***
    كصديقة وأخت أقول لك :
    توفيق الله ثم الأمانة و المصداقية التي تنميزين بها ؛ هي جواز مرورك من أزمات الحياة إلى عالم سيدات الأعمال ***
    لك تقديري .

  4. ماشاء الله كفاح رائع
    وجهاد اروع اسال الله
    ان يوفقك ويعلي مراتبك
    كمان وكمان بعد النجاح
    المتميز اختي سامية.
    نجاحك اعتبره نجاح ليه ورفعة راس.يارب يتمم مشروعك.ويبارك لك
    ويحميكي.
    اختك انعام
    قاضي مدربة فن تشكيلي.واطمح ان شاء الله افتتاح مركزاكاديمية للرسم .. وتمنياتي لكل سيدة اعمال بالتوفيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى