شباب الجبيل وأبطال خارقون : أقولها بملء فمي : أنا فخورٌ بكم !

كم هو رائع أن تشاهد يوماً تفاصيل حديثك الجميلة التي تتحدث بها أمام الناس واقعًا أمامك فقد غمرتني السعادة والبهجة بشكل لا يصدق خلال مهرجان ربيع الجبيل الثاني !!
تحدثت قبل قرابة الستة أشهر في الحدث الرائع (تيدكس الجبيل ) عن تجربتي الملهمة في مشكاة | مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة ورزكت في خطابي للجمهور للجميل عن دور الشباب وما يمكنهم أن يصنعوه من فرق على مستوى الأفراد والمجتمعات وكذلك على مستوى الدول, فتخيلوا أن نسبة الشباب من عدد السكان في الوطن العربي والمملكة العربية السعودية تتجاوز 70% سواءً كانوا ذكورًا أو إناثًا.
هذه الطاقة التي نمتلكها في وطننا الحبيب ستشكل فرقًا في المستقبل في مجال العلوم والمعرفة إذا ما وجد المكان المناسب والتأهيل الجيد والثقة بطاقاتهم وإبداعاتهم, إن هذه القوة التي تفقتر لها معظم دول أروبا والأمريكيتين رغم طغيانهم الحضاري والعلمي هي من تقلقهم دائمًأ وتجعل منهم آلة لصنع معجزات التراخي والكسل الذي ينخر في شبابنا ويجعله يهتز دائمًا وكأنه يوحي لنا بأنه يريد أن ينتفض يومًا من الأيام ليقول للعالم أننا الشباب من سيغير العالم.
في مهرجان ربيع الجبيل الثاني كان لي الشرف بمشاركة افخر بها كمتعاون مع مشكاة | مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة في معرض السعودية 2050 والذي كان متواجدًا في المهرجان كأول معرض زائر في تاريخ مدينة الجبيل برعاية من شركة صدارة للكيميائات ولكن السؤال الذي يحضرني الآن والذي التقطت قلمي من أجله لكتابة المقال هو :
من هو الرجل الخفي حول الإبداع في معرض السعودية 2050 ؟
دعوني أصيغ السؤال مرة أخرى وأقول من هم الرجال الذين أبدعوا وصالوا وجالوا في فضاء العلوم والمعرفة في معرض السعودية 2050 بمهرجان ربيع الجبيل الثاني ؟
إنهم بلا شك أصحاب القمصان الحمراء من شاب نادي الجبيل التطوعي الذين ساهموا بما لا يدع مجالًا للشك ولا يخفى على من لايرى في الإبداع والتميز فقد أعطوا من وقتهم الكثر وتعلموا الكثير من المهارات وطرق التواصل المجتمعي وفهموا تفاصيل المعروضات وأسهموا في نشر آخر الدراسات والأبحاث عن تقنيات العالم المستقبيلة في مجال الطاقة الذرية والمتجددة وكذلك الترشيد في استخدام الطاقة وماذا يمكننا أن نصنعه من أجل أجيالنا المستقبلية.
أبهرني دائماً شغفهم بالعلم والمبادرة بالبحث عن المعلومات وأصلها, بل زاد إعجابي بهم عندما رأيتهم يشروحون للزوار وكأنهم رأوا المستقبل بعين سحرية وتخيلات علمية سليمة, كم كنت أكره فراقي بهم في المساء لأصحوا على اشتياق لقائهم في اليوم التالي بكل نشاط وحماس, تفاوتت أعمارهم وصدمني بعضهم بأنه لايزال في المرحلة المتوسطة أو الثانوية وكم أعجبني بعضهم عندما يعطي من وقته الكثير وهو موظف في عمل صباحي وصاحب إلتزامات زوجية وعائلية .
المتطوعون في معرض السعودية2050 كانوا مثل خلية النحل بل مثل نجوم لامعة تدور في فضاء مظلم فأناروه بكل خير , سكنت تلك الآماكن بإنتهاء المهرجان ولكن أصدائهم لازالت تتردد في الفضاء وكأنني بهم الآن في إجتمنا كل نهاية يوم ونحن نتبادل الآراء والإقتراحات حول مايمكننا أن نصنعه في اليوم التالي.
حققنا معهم الكثير من الإنجازات الحصرية عبر مساهمة المعرض بمتطوعيه بمشاركة المهرجان ككل في الحدث العالمي ساعة الأرض حتى أن الهيئة الملكية بالجبيل ممثلة بكبار مسؤليها تجاوبوا معنا وشاركوا بتخفيض استخدام الكهرباء في تلك الليلة الجميلة والتي ولأول مرة يشارك مهرجان ربيع الجبيل في الحدث العالمي ساعة الأرض التي وافقت يوم السبت 29 من شهر مارس 2014, كم كنا فخورين بمشاركتنا العالم في يوم التوحد العالمي الذي وافق يوم السبت 19 من شهر أبريل من عامنا الجاري .
لن أتحدث عن المعرض ومحتوياته ولا عن المعروضات وأهدافها ولاكني بصوت عالي سأقولها بمليء فمي وبصوت مسموع للجميع ليصل صدى صوتي للآفاق بأنني فخور بتلك النخبة من الشباب الذين أثبتوا للجميع بأنهم أصحاب إبداع وتميز متى ما وجد المكان والفرصة المناسبة وأنهم أهل للثقة إذا وجد التشجيع والدعم .
لن أننسى مشاركتي الجميلة في أجمل مشارعي الخارجية مع شباب مهرجان ربيع الجبيل الثاني وأخص منهم من عملوا معي في معرض السعودية 2050 فأقول لهم أنتم شمعة وضاءة ومشكاة علم ونور تنتشر في الأرجاء وتملأ المحيط إبداعًا ونشاط فشكرًا لله عز وجل ثم لكل من ساهم في نجاح مهرجان ربيع الجبيل الثاني وإلى لقاء آخر يتجدد بكل مافيه خير لوطننا ومجتمعنا .