اختبارات طلاب ” الإبتدائية ” هذا العام تثير التساؤلات : عندما تتناقض القرارات …
من يتصفح الأخبار هذه الأيام سيجد معظمها ترتكز حول الاختبارات الخاصة بالطلاب ، فمرور الرياض يصرح أنه سيقوم بإيصال أي طالب لأداء امتحانه في حال تعثره ، والمنطقة الشرقية تستعد بوضع الخطط الكفيلة بحماية الطلاب من بعض السلوكيات المصاحبة لهذه الفترة ، كما أن الوعي واضح في أن هذه الأيام تنشط المجموعات التي تستهدف هذه الفئة الغالية علينا بطريقة أو بأخرى لبث سمومها ، والتغرير بهم في ظل قصور من متابعة الأسرة أو انعدام التواصل بين المدرسة والمنزل .
في ظل هذا الزخم وارتفاع وتيرته ، وبناء على التعليمات التي صدرت كخطة التقويم الدراسي بأن يستمر العمل في المرحلة الابتدائية لأداء فترة الاختبار الثالث ، مما جعل الباب مفتوحا للاجتهادات من المختصين وغيرهم ، ومن القارئين للائحة التقويم ومن المجتهدين في تفسير القرار ، بعض المدارس أعدت جدولا خاصا بالاختبارات وضمنته دواما جزئيا ، لا يتجاوز العاشرة صباحا ، وآخرون وضعوا الاختبار ضمن اليوم الدراسي مع أهمية أن يؤدي الطالب يومه الدراسي اعتياديا ، وبث داخل المجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ـ أن الاختبار ملزم للطالب ومن لم يحضر سيحاسب عليه ، وسيتم التقويم بناء على هذا الاختبار ، كما أن الجداول ذيلت بأنه لن يعاد الاختبار لأي طالب غائب مالم يحضر معه عذرا طبيا مقبولا .
وبعد قراءة اللائحة للمرة الثانية لم أجد نصا واحدا يلزم على حضور الطالب للاختبار ، وأنه الأداة الوحيدة التي سيقيم من خلالها كما هو في وسائل التواصل الاجتماعي ، ولعلي أستعرض معكم بعض بنود اللائحة ومن يجد غير ما أراه فأتمنى مشكورا تزويدنا به ، حتى ننشر الوعي في هذا الجانب ، وكذلك تصحيح ما وقعت فيه الوزارة في التقويم الدراسي هذا العام المخالف للائحة .
المادة الخامسة : الفقرة الأولى تقول :
يكون تقويم أداء الطالب في المرحلة ( الابتدائية ) مستمرا ومعتمدا على أساليب تقويم متنوعة ، على أن يكون من ضمنها الاختبار والمهمات الأدائية .
وتشير المادة الخامسة على أن معيار الحكم على مستوى الطالب ليس مجموع الدرجات التي حصل عليها في اختبار شفهي أو تحريري ، وإنما مدى إلمامه بالمهارات والمعارف الأساسية .
وهذا يعني أن هناك أدوات أخرى للتقويم غير هذه الأداة .وسأورد نص هذه الأدوات من اللائحة في آخر المقال .
دعونا نأخذ أمرا نصت عليه اللائحة ، وعادت تناقضه الوزارة وفق التقويم الدراسي .
الفقرة الرابعة من اللائحة التفسيرية ( ص 4 ) :
تجنب الآثار النفسية السلبية التي يتعرض قد يتعرض لها الطلاب ، وتصبح ذات أثر على تجربتهم الدراسية مثل :
الشعور بالقلق والخوف .
وهنا نتساءل : أليس وضع جدول اختبارات ، دون وجود منهج دراسي يعيد الرهبة والخوف لدى الطالب ، والذي بناء عليه أقرت لائحة التقويم ؟
أليس من الخطأ أن يكون خروج المرحلة الابتدائية بعد المرحلتين المتوسطة والثانوية ، والذين أعدت لهم خطط أمنية لمنع بعض السلوكيات ؟ لماذا تخلينا عن حماية الطفل ؟ لأنه لو تعرض لأي أمر خاطئ فستعاني منه المدرسة والأسرة لفترة طويلة ، والنتيجة التي سيجنيها في حضوره ليست ذات جدوى .
أختم بالأدوات التي نصت عليها اللائحة في تقويم الطالب ، والذي يعد الاختبار جزءا منها ، وليس كما هو شائع في أوساط المجتمع حاليا من إلزاميته وجعله محكا وحيدا . وأتمنى أن تضعها كل أسرة أمامها أثناء التعامل مع إخفاق أبنائها في المهارات .
اهتمت المادة الخامسة الفقرة ( 3 ) بتوظيف أدوات متنوعة في عملية التقويم بما يتسق مع طبيعة المرحلة العمرية للطالب ، وطبيعة المادة الدراسية مثل :
الملاحظة المنظمة للمعلم ، المشاركة ، الأداء العملي ، والاختبارات القصيرة بأنواعها ، والمشروعات التعليمية ، والواجبات المنزلية المتعلقة بالمادة الدراسية …
كنت أتمنى على وزارة التربية والتعليم أن تشرك ولي الأمر في فهم طبيعة هذه اللائحة ، بحيث لاتجعل مجالا للاجتهاد في حال وجود النص ، ومن ثم وضع أدوات مساعدة للتنفيذ خلال الأسابيع القادمة بما يتسق والفئة العمرية للطلاب ، ومراعاة الحفاظ على هذه الفئة ، حيث نصت التشريعات والأنظمة أن تكفل لهم الحماية الكافية في الأوساط الاجتماعية والأسرية والمدرسية .
كل الأمنيات لطلابنا في المرحلتين المتوسطة والثانوية بالتوفيق والنجاح ، وتجنب أي تجمع يراه الطالب بعد خروجه من مدرسته ، مع مراعاة الوقت من قبل الأسرة ومتابعته بشكل جيد .
وقتكم رائع …
خالد بن محمد الأسمري
مدرب ومستشار أسري / مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني
khalid_m_asmari@