أقلام واعدةالمقالات

لا تبحث عن زر الإلغاء

هل قرصك يوماً شعور الندم، وغمّ صدرك إحساس الحسافة، وتمنيت أن تعود اللحظات وتعود في كلامك؟ هل مرّ عليك مثل هذا الإحساس؟ الندم على موقفٍ حصل!

الندم على تصرفٍ أو الأسف على عبارةٍ أو كلمةٍ! لم قلت كذا أو لم فعلت كذا!

لا تحزن فلست وحدك، يكاد يكون الندم من أكثر المشاعر الإنسانية التي يختبرها البشر.

إحدى الدراسات ذكرت “أن الندم جاء في الترتيب الثاني -بعد الحب- ضمن أكثر المشاعر التي يتم التعبير عنها في أحاديثنا اليومية”.

الندم هو أن يظهر الشخص أَسَفُهُ، حُزْنُهُ، تَحَسُّرُهُ على موضوع ما، ويقال في اللغة عضَّ بَنان النَّدم أي أظهر الندمَ ويقال نَدِمَ على الأمر أي كرهَه بعدما فعله.

فإن كنت تشعر بالمسؤولية وتهتم بمشاعر الآخرين فمن الطبيعي أن يمر بك الإحساس بالندم، من أجمل ما قرأت في التعبير عن الندم أنه ” لا يعني تغيير الماضي، بقدر ما يعني تحسين المستقبل”.

 فالمشاعر المؤلمة التي تملأنا وقت الندم يمكنها أن تُشكل مصدر إلهام قوي لإعادة التحفيز، والاستفادة من الندم، واستخدامه كأداة لتحسين الحياة والمضي قُدُما، بدلا من تركه يُثقل كاهلنا.

لا تتجاهل مشاعر الندم ولا تهرب منها

معظم الناس يحاولون دفع الندم بعيدا، لكن الأبحاث أظهرت أن محاولة تفادي المشاعر المزعجة أو قمعها يجعلها أكثر حضورا وتأثيرا، وقد يُقلل من القدرة على السعادة، ويظهر في صورة آلام جسدية.

قد وجدت دراسة أن “الغرق في الأسف يمكن أن يضر بقدرتنا على اتخاذ قرارات حكيمة، وأن التركيز على المشاعر السلبية قد يُقوض أداءنا”. وفي المقابل، وجد الباحثون “أننا نستطيع التفكير بشكل أكثر وضوحا، عندما نجد جانبا إيجابيا في ندمنا”.

من المهم أن تتعلم كيف توقف دوامة الأسف، والتفكير فيما حدث بلا نهاية، وإهدار طاقتك في التفكير في خطأ ارتكبته، والأفضل أن تحتفظ بهذه الطاقة للمراجعة، “التي تساعدك على تطوير خيارات بديلة تفيدك عندما تقف على حافة دوامة الندم مرة أخرى، وتوشك على السقوط”.

ولا أنفع من الهدي النبوي والاسترشاد به، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ رواه مسلم.

هل من الندم ما هو مطلوب؟

نعم وهو الندم بعد المعاصي وهنيئاً لمن ندم بعد ذنب، فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: النَّدَمُ تَوْبَةٌ.

فتمر على النفس مرحلة يتمنى لو كان لديه زر للإلغاء أو زر لإعادة الحدث فيُعيد الموقف أو يمسحه من أيامه ويستجد اللحظات وترجع صفحات أيامه بيضاء نقية.

 ولكن كيف نتعلم؟ كيف نعرف من نحن ونتعرف على من نصاحبه؟ إن لم نخطئ ونصحح الخطأ.

هي ذكرياتنا بآمالها وأحلامها، بآلامها وجروحها بمواقفها الحسنة والمحرجة وتصرفنا فيها، هي ما تشكل حياتنا وشخصياتنا.

وليس المقصود من كلامي الحياة بلا ندم ولكن لا يكدرك إحساسك بالندم أو ما مررت به من أخطاء وسببت لك هذا الشعور “فندمك لا يعني أنك تصرفت بشكل خاطئ ولكن أنه كان بإمكانك أن تتصرف أفضل “

_________________________

سارة آل شعبان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى