الكتابالمقالات

مدينة الجبيل الصناعية .. ماضي وحاضر ومستقبل ازدهار اللوجستيات

بقلم | نشمي الحربي 

نشمي الحربي
نشمي الحربي

هي أجمل إطلالة على شاطىء الخليج العربي بل هي عنوان التقدم والرقي ، لؤلؤة وجدت لتبقى ، راقية بأهلها ومتقدمة بنهضتها ( هذه ليست خواطر عاشق للجبيل ) بقدر ماهي أنموذج عاصره متخصص وخبير في مجال مهم . قدمنا إلى مدينة الجبيل الصناعية عام ١٩٨٤ م وكانت أشبه بمدينة الأحلام ، فجميع الخدمات تقدم للسكان بشكل خيالي – منازل متناسقة وشوارع منظمة ، مزروعة بكل جوانبها وكأنها لوحة فنية صاغها فنانٌ بارع .
النقل المدرسي كان يتم بإحترافية وتنظيم إلى الآن لم أجد له شبيه لا من ناحية جودة الخدمة ولامن حيث اهتمام مسئولي الهيئة الملكية التي تولي جميع الجوانب التنموية ( صحة ، تعليم ، بيئة نظيفة ، سكن منظم ) أكبر اهتمامتها . منذ ذلك الوقت اي قربة ٣٧ عام لم تتوقف عجلة التطور والعمل المتقن الذي تقوم به الهيئة الملكية بدعم كبير من حكومات متتالية أولت هذه المدينة عظيم الاهتمام حتى جاء عصر النهضة ومستقبل الرؤية .
يسكن في هذه المدينة مايقارب نصف المليون نسمة في مساحة مقدارها 1,016 كم2 . وكمتخصص في القطاع اللوجستي سأذكر لكم ماتقدمه الهيئة الملكية والقطاعات الحكومية لتسهيل الخدمات اللوجستية.
فالجبيل تضم أكبر مينائين لتصدير المنتجات الوطنية فمن حوالي ٥٠ مصنع وشركة أهمها ارامكو وسابك و معادن وكثير من الشركات التي تعمل في الجبيل وتُصدّر منتجات بترولية وبتروكيماويات وأسمدة ومعادن وحديد إلى كافة دول العالم حاملة شعار ( صنع في السعودية )
-ميناء الجبيل التجاري متصل بشبكة نقل سلسة للغاية ويُصدّر منه ألاف الحاويات يومياً .
-وميناء الملك فهد الصناعي مرتبط بخطوط أنابيب ممتدة من المصانع إلى الميناء بطريقة آمنة جداً ولا تشكل اي خطر على المدينة وسكانها .
وتقام الآن منطقة مساندة لوجستية كبيرة وستمثل ثقل استثماري للخدمات اللوجستية فهي تتكون من محطة عبور القطار ومناطق تخزين ومستودعات ودعم وامداد لجميع القطاعات وترتبط بالمدينة بطرق واسعة ومبرمجة مع اوقات الذروة وتدار بشكل متقن .
ومنطقة صناعية مساندة جديدة لانشاء مصانع تحويلية للصناعات الاساسية يُسهل مهمتها تواجد الموارد الطبيعية والمنتجات الأساسية والمواد الخام من المصانع الكبرى .
إضافة إلى أن المدينة تضم مناطق سياحية ومنتجعات مطلّة على شواطئ الخليج ومنتزهات راقية تضمن جودة الحياة التي تجذب السياح وتلامس احتياجات السكان وتستقطب المستثمرين العالميين .
وهذه الإغراءات يجب أن تكون في ذهن المستثمرين الذين يتطلعون لإستغلال الفرص والتواجد في مدينة مزدهرة واستثماراتها واعدة ، فما تقدمه الهيئة الملكية من تسهيلات وتجهيز بُنى تحتية متلائمة مع التقدم والازدهار في مملكتنا الحبيبة وتزايد الاحتياج لمقدمي الخدمة اللوجستية بسهولة ومرونة داخل حدود الجبيل في شتى مناحي الحياة ، فقطاعات الإنشاءات والتعليم والصحة والسياحة جميعها يحتاج الخدمات اللوجستية لضمان تدفق المواد الحيوية والأساسية للحياة وللإستدامة .

فإن كانت الجبيل متطورة خدمياً منذ اعوام قديمة فهي لازالت نموذج التقدم وما سيتم قريباً من مناطق لوجستية سيبقيها بطليعة المدن الرائدة والمتميزة .

أدام الله الخيرات والأمن والأمان لمملكتنا الحبيبية

_____________________

بقلم / نشمي الحربي
مدرب ومستشار لوجستيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى