مفتاح الحياة
بين عتبات الحياة المملة و الممتعة ايضا ، نكتشف ان هناك تناقض كبير بين العطاء و الاخذ و الحب و الكره ، فكل كلمة من تلك الكلمات تحمل في طياتها المعاني الكثيرة التي لا حصر لها على سبيل المثال العطاء و هو شي تهبه النفس لنفس اخرى دون اي حواجز ولا اكتفي بهذا المعنى فقط ، و الاخذ هو عكس كلمة العطاء في معضم الاحيان يكون بشع وله مضار كثيره على الناس فالاخذ هو ان تمتلك شي بالتسلط و بالقوه وليس بالموافقة و الرضا ، واما عن الحب فقد اختلفت المعاني بين كل البشر فالحب بنظر البشر هو عطاء من القلب الى القلب و عشق و انسجام ، واما عن الكره فهو شي يعكس الحب تماما فهو مؤذي جدا يصنع الناس بينه باسباب كثيره لا حصر لها ، واليوم موضوعي البسيط يتحدث عن هذه المعاني التي ربما افتقدناها في هذا الوقت و نسينا ان نعلمها لابنائنا و بناتنا لنستفيد منها في المستقبل ، لنبدأ بمفهوم العطاء و مفهومه شي عظيم جدا مهما كتبت من الحروف لن تكفي لترجمته، العطاء هو شي جميل جدا لدى كل شخص منا القليل او الكثير منه ، لكن هل نحن نعرف المعنى الحقيقي لكلمة العطاء؟ بكل تأكيد نحن نعلم معناه لاننا من المستحيل ان نعطي ونحن لا نعرف معناه الجميل و العطاء له انواع كثيرة لا تنحصر ابدا فعطاء الوالدين لابنائهم يعتبر من انقى العطاء و عطاء المعلم لتلاميذه يعد عطاء ايضا و الامثلة لا حصر لها ابدا، والان نأتي الى الاخذ و هو له عدة مفاهيم و المفهوم الاول هو اخذ الشي بدون حق وهذا المفهوم الان مسيطر في عالمنا فالكل اصبح يطمع لاخذ ما ليس ملكه وذلك بسبب ان النفس البشرية بطبعها تحب الاخذ وهذا شي مزعج جدا للجميع ، و لكن في بعض الاحيان نكتشف ان من البشر من هم اذكى منا استغلوا هذه الكلمة بالحق كالقاضي مثلا فهو ياخذ حقوق الناس بالعدل و الشرطي مثلا ياخذ حقوق الناس ايضا و الامثله الجيدة كثيرة لا تحصر فهذه الكلمة هي سلاح ذو حدين الحد الاول قد لا يؤذي اما الحد الثاني فهو مؤذي للجميع، والان لنتكلم عن ارقى كلمة وجدت و ستوجد بكل مكان و زمان وهي الحب الكلمة التي حار العلماء و الناس في تفسيرها و ايجاد معناها فالحب كلمة متمركزه بين العطاء و الاخذ ، واذا اسرف في احد الحدين تصبح كلمة بشعة جدا ، فإن كانت بكثرة العطاء اصبحت مملة لان كل شخص في هذه الحياة يحب ان يعطي و يأخذ دون ان يأخذ فقط او يعطي فقط وهذه الكلمات تحتاج الى ميزان دقيق جدا فهي قد تنفع وتضر على حسب استخدامها فالحياة و الامثلة ايضا كثيرة جدا عن الحب كحب المواطن لدولته وهذا اعظم مثال فالمواطن يعمل من اجل وطنه و الوطن يعطه الامن و الامان من اجل راحة المواطن، لكن لو كان المواطن يعمل دون ان يجد الامن و الامان سوف يضطر الى ان لا يعمل ليوفر الحماية لاهله ، والعكس تماما لو كان الوطن يعطي المواطن يأخذ دون ان يعمل لكان من الصعب ان يرتقي الوطن ، المفهوم هنا شي واحد ان الوطن و المواطن جزء لا يتجزء ابدا فكلما اعطى المواطن للوطن اضطر الوطن ان يعطيه ايضا، فاليوم الكل في هذا العالم يعمل بروح الحب التي تأصلت منذ زمن طويل، و الان يا اعزائي نأتي الى ابشع كلمة في الحياة وهي الكره الكلمة التي لا معنى جميل لها فهي تحمل كل انواع الكلمات البذيئة معها لان خلقت بالشر و الفساد لا يهمها من امامها بل يهما كيف تنتقم، الكره كلمة خرجت من رحم الفساد و الغل و الحسد لان صاحبها يتمنى الشر للناس، والكره في كوكبنا اليوم متواجد بشكل كبير جدا بين الاخ و اخوه و الصديق و صديقة و القريب و قريبة ، والامثل كثيرة جدا لو حاولنا ان نجمعها لن ننتهي، و الان بين هذه المعاني الاربع التي تحمل صورا كثيرة نضطر ان نتعامل معها فنحن اليوم بحاجة تامه ان نفهمها و نعلمها ابنائنا و بناتنا و الاجيال القادمة ليكبروا وهم يميزون بين تلك المعاني و يتعاملون معها بكل انصاف ، وانا متأكد انها مهمه صعبة جدا فاي خطأ قد تجبر جيل كامل ان يدفع ثمنها الغالي ، فلو تعلم الجيل على معنى الاخذ اصبح همه الوحيد هو الاخذ دون العطاء وهذا شي غير جيد للجميع، ولو تعلم الكره ايضا يسبب خطرا كبيرا فالكره يولد المشاكل و المأسي و الالام ايضا، فنحتاج الى سنين طويلة لنمحو تلك المعاني البشعه من ذلك الجيل ، والان بين هذه المعاني الاربع تخرج رسالة موجه لكل شخص اقول فيها ” ارجوك يا عزيزي و عزيزتي كونوا متأرجحين بين هذه المعاني الاربعه فالامساك بواحد خطأ فلا بد ان نكون متمعنين بين تلك الاربع كلمات لانها مهمه جدا تفتح بيوتا و اوطانا و تهدم ايضا بيوتا و اوطانا ، فالحذر مطلوب منا و لتذكر دائما اننا اذا استعملناها بشكل صحيح سنرتقي بانفسنا و بيوتنا و اوطاننا و ابنائنا و بناتنا ايضا” والان لكم الحكم فهذه الخيارات الاربع هي مفتاح لهذه الحياة الكبيره و العظيمة التي نحتاج ان نفتح بابها لنعيش فيها.
منصور انور البراك