الجبيل اليوم

مي ضحية من ؟

ترقد في مستشفى الجبيل بلا حركة ولانطق

09-26-2011 04:18
( الجبيل اليوم ) . الجبيل
أكثر من 365 يوما و ” مي سلامة ” ذات التسعة والعشرون عاما لا تزال تصارع مرضها المفاجئ الذي أعطب جسدها كاملا عن الحركة والكلام والسمع والنظر .
لم يكن يدر بتفكير ” مي ” من الجنسية السودانية التي ترقد في أحد غرف مستشفى الجبيل العام حاليا أن فرحها بحملها سيقودها إلى عالم مظلم ومجهول تفقد من خلاله سمعها وبصرها ونطقها وحركتها جميعا فالآمال والطموحات والأماني كانت كبيرة فالفرحة عارمة ولم يكن يفصلها عن فرحتها الأخرى سوى دقائق معدودة وهي دقائق وضع الجنين الذي أتعب كاهلها على مدى 9 أشهر .
كانت مي تمني نفسها وزوجها بمولود جميل يملأ لهم حياتهم بالسعادة والضحك و الحب إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن .
يقول زوجها فارس ” لم نصدق إلى الآن ما الذي حدث لزوجتي مي لم نتوقع أن يحدث هذا قبل الولادة فهي حبيسة الفراش والمرض لا كلام ولاسمع ولاحركة ولانظر ذهلنا وبكينا واشتكينا ولا حياة لمن تنادي , كان يوما أسودا لنا ففرحتنا عند دخولنا من باب المستشفى لننتظر مولودنا الأول والبكر أنقلب إلى حزنا عميق لا نعلم إلى أين ينتهي بنا ,
دخلنا طوارئ مستشفى الجبيل ذات ليلة لشعور زوجتي بالولادة وقتها واجتمع الأطباء للبدء في الكشف والتحاليل والتخطيط وأثبتوا أنها سليمة وقرروا تنويمها تمهيدا لولادتها إلى أن وصلني اتصالا هاتفيا منهم يخبروني بأن من الضروري عمل عملية قيصرية لمي فوافقت عليها بسبب أن الجنين يمر بخطورة حسب كلامهم ولابد من العملية وانتهت العملية القيصرية وخرج المولود بسلام وبقيت زوجتي مي حبيسة البنج وأخبروني بعدها انها متأثرة بالبنج وستقوم بعد سويعات قليلة ” فرحتي بالمولود لم تكتمل بعد إلا بقيام زوجتي كان المولود يبكي بانتظار حضن أمه الدافئ ولكن هذا الحضن إلى الآن لم يستقبل هذا المولود المحروم من هذا الحضن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى