هروب الخادمات قبل #رمضان .. إغراءات مالية وعروض مخالفة
الجبيل اليوم | هند الزهراني . الجبيل
بترقب وحذر شديدين تواجه الكثير من ربات البيوت في الجبيل ظاهرة هروب الخادمات والتي تنشط قبيل شهر رمضان المبارك ، في استغلال صريح للحاجة وهو الأمر الذي ساعد على تنامي وتضاعف أعداد البلاغات ،وتسببت هذه الأزمة في أرتفاع أسعارهن على الأسر التي تعتبر وجود العاملة المنزلية أمرًا لابد منه مع اقتراب الشهر الفضيل ،وبرغم المحاولات الكثيرة للحد من هذه الظاهرة إلا أنها لاتزال تؤرق الكثير ، حيث تشير الإحصائيات إلى أن ٦٠٪ من العاملات يهربون من منازل كفلائهم إلى مكاتب السماسرة ويشكلون سببًا رئيسيًا في رفع سعر السوق السوداء بشكل جنوني !
” الجبيل اليوم ” وقفت على هذه القضية والتقت بإحدى السيدات لمعرفة أسباب هروب الخادمات وارتفاع أسعارهن مع قرب حلول شهر رمضان المبارك حيث قالت “سارة الغامدي” : أن أزمة الخادمات يعاني منها أكثر البيوت سواءً هنا بالجبيل أو في باقي مدن المملكة قبل شهر رمضان ،ولم نجد حتى الآن حلاً لهذه الإشكالية ،حيث أن مبدأ تجربة العمل (٣) أشهر ثم هروب الخادمة بعد هذة المدة تسبب في تكبدنا لمشاكل وخسائر مالية لاحصر لها..
كما ذكر ” محمد المري“: هناك من الأسر من يساعد على انتشار هذه الظاهرة ( ظاهرة هروب الخادمات) بقلة وعيه واستقباله لمثل هذه الفئة الهاربة دون أدنى مسؤولية معلّلا ذلك بالإحتياج لهم خلال موسم الشهر الفضيل.
وأكّد الأخصائي الإجتماعي ( سالم الحمد) في حديثه لـ «الجبيل اليوم» أن : الأمر خاضع لمبدأ العرض والطلب ، والجميع يعلم أن شهر رمضان يرتفع فيه الطلب على الخدمات المنزلية بسبب الإلتزامات العائلية الكبيرة عند بعض الأسر ، والذي يجعل أمر الإستعانة بخادمة ضروريًا جدًا، فمن الطبيعي هروب الخادمات المتزامن مع حلول الشهر الفضيل في مقابل الأسعار الخيالية المعروضة ، ومن الناحية الإجتماعية فهناك أمرين ؛ الأول يخص جهة العمل ذاتها والمتمثلة في ربة الأسرة ، والجهة الثانية متمثلة في جانب العمالة وهي الخادمة،فالمرأة خلال شهر رمضان تقع تحت طائلة العديد من المهام والإلتزامات الأسرية والإجتماعية التي تتزامن مع شهر الصيام والتعبد، وذلك يعزز من احتياجها للمساعدة بأي شكل كان وبأي تكلفة ، فيكون القبول بالمبالغ الكبيرة التي تطلبها الخادمة أمر مسلّم به وربما عرضت هي مبالغ أكبر بغرض الترغيب في حالة تردد الخادمة ،الجانب الآخر من القضية هي الخادمة التي تعيش الغربة والوحدة في مقابل إرسال مبلغ ثابت على أقل تقدير لأسرتها،وفي ظل خضوعها لسماسرة العمالة الذين يستولون على النصيب الأكبر من الراتب ،لذلك في كلا الأمرين يسعى كلّا منهما حثيثًا لتحسين وضعه المادي والإجتماعي والتخلص من الضغوط النفسية الناشئة عن ذلك بغض النظر عن صحة ومعقولية الطريقة أو الوسيلة.
المتاجرة بالعاملات وعدم التكاتف سبب رئيس لتفاقم المشكلة..
ومن جانبه يقول “حمد الدوسري” صاحب مكتب إستقدام بالدمام: أن هناك بعض المكاتب تتفق مع العاملة بعد عدة أشهر من عملها عند كفيلها ليقوم بالمتاجرة بها بالساعة، مشيرًا إلى أنه لو تكاتفت الأُسر السعودية ورفضت إستقبال أي عاملة ليس لديها إقامة نظامية وخاضعة لجهة معلومة ؛سنجد أن تلك الظاهرة قد اختفت ، ونأمل أن تقضي الحملات التي تقوم بها الجهات المعنية على جميع المخالفين والمخالفات، وأن يتكاتف المواطنون والمقيمون بالتبليغ عن العاملات المخالفات عوضًا عن استغلالهم لربات البيوت ورفع أسعارهم، إلى جانب أنهم غير أمينين ويشكلون خطرًا !