هكذا تنتصر الهزيمة .. عندما تتركنا الحياة وتتقدم من سيرثينا ! ؟

ان التعدد والاختلاف في المواهب والقدرات والقوة من أكبر مزايا الشعوب المناضلة المؤمنة بالحياة، لقد صنعت الشعوب القديمة بتفكيرها العميق بالحياة، او من غير تفكير، أقوى أساليب ووسائل المقاومة لمواجهة الحياة وأهوالها بكل هدوء وبرود، ان قسوة الحياة وضجيجها تحتم عليهم ذلك الهدوء، ان قبولهم للمعرفة ورفضهم للجهل هو انتصاراً كبيراً عظيماً سحيقاً، لا يعادله أي انتصار، ان إيمانهم بقدراتهم وذكائهم ومواهبهم نجاح وتفوق، لا يعادله أي تفوق ونجاح، انهم ابطال بلا معارك وبلا جيوش، ليس منهم من يريد ان يكون جباناً مهزوماً، ولكن اختلفوا في أساليب المواجهة وتقدموا علينا، نحن لا نستطيع قبول كل الذكاء والمواهب، لا يوجد لدينا انتصار حقيقي دائم، اذاً فنحن ملزومون بتوزيع ذكائنا وقدراتنا ومواهبنا وثرواتنا على جميع الشعوب، لقد كنا نظن بأننا الأذكى والأقوى والأفضل، حتى أصابنا الضعف والهوان والغباء، لقد أفسد ظننا واقعنا، لابد أن نشعر ونؤمن بالقوة لا أن نتخيلها أو نتمناها أو نحلم بها، اصبح الآن حتماً علينا أن نكون أقوياء، وأن نتحول لمواجهة الحياة بلا خوف أو مهابة، ان حضارتنا ستأتي عندما نؤمن بقوتنا وقدراتنا الهائلة، ان جميع علومنا ومعارفنا وابتكاراتنا ومواجهة أفكارنا قوة وايمان، اما جهلنا وحقدنا وحروبنا والهروب من أفكارنا أو رفضها أو التخلي عنها ضعف وغباء وهوان، اننا قوم ضالون، بل مضلون، فاسدون، بل مفسدون، ان مستقبلنا الآن أصبح مجهول تائه في أعماق الصحراء الجرداء القاحلة، لم نعد نؤمن بأن الحياة حضارة والعلم تقدم، أصبحنا في التيه بلا رؤية وبلا تفكير، لا نستطيع أن نتعامل مع الحياة أو مواجهتها، عندما تتركنا الحياة وتتقدم، من سيرثينا؟! من سيقف على الاطلال ويبكينا؟! سيكون تاريخنا يوماً ما في المقابر مع الديدان والاشباح.
صح لسانك كلمات رائعه تستحق التأمل