أقلام واعدةالمقالات

هل زرت معرض الكتاب؟

جيل اليوم | سارة آل شعبان

لمعرض الكتاب في المخيلة صورة مثلى وله في القلب مكان عليا ، مثل الحلم ننتظره من عام لعام، لتسحرنا رفوف الكتب ولغط المشترين وأصوات البائعين، ونرى كتباً ننتظرها ومؤلفين نسمع بهم وإصدارات جديدة نسعى لها وطباعة فاخرة لكتب مصقولة.

كان معرض الرياض للكتاب هو المقصد والفعالية المصاحبة الوحيدة له بيع الكتب، وذلك في جامعة الملك سعود قبل أن ينقل لأرض المعارض في الرياض وتزداد مساحته وتزداد فعالياته.

وحضر التجديد في المعرض كما حضر في كل نواحي حياتنا، فأصبحت لمعارض الكتاب فعاليات مصاحبة ورش عمل وتوقيع كتب ومحاضرات ولقاءات، تحول معرض الكتاب لفعاليات يستمتع بها الزائر وتعجب المثقف ويتشاركها الحضور بالصور والمقاطع في وسائل التواصل.

حضرنا معرض الشرقية للكتاب 2023، بنسخته الأولى، في مركز معارض الظهران يوم الجمعة 18 شعبان، اليوم قبل الأخير من أيام المعرض، كان ترحيب الفريق المنظم سواء عند دخول المعرض أو عند الخروج جميلاً، بكلمات لطيفة مثل: حياكم الله، هلا فيكم، زورونا مرة ثانية. الجميل أنها من شباب لطفاء.

وضع أماكن للقراءة ومقاهي للمشروبات وتوزيعها في المكان ساهم في إعطاء استراحة بين جولة وجولة للزائرين، إذ كان عدد دور النشر المشاركة كبيراً، 500 دار نشر محلية وعربية ودولية، وآلاف عناوين الكتب وكثير من الفعاليات والجهات المشاركة.

المعرض يحتاج لأكثر من زيارة وأكثر من جولة، السير وسط الكتب ممتع خاصة مع اهتمام بعض الدور بمنصة العرض وديكورات الجناح الخاص بها.

ومع كثرة الزوار وتنوع الأعمار وتعدد الفعاليات، أسئلة جالت في ذهني:

هل الجميع يشتري كتباً؟

ما مدى ربحية المشاركين؟

 وهل الحضور للمتعة أم للفائدة أو فقط لقضاء الوقت؟

تنقلنا من دار إلى أخرى توقفنا عند بعضها، كنت استجدي المراهقة أن أشتري لها كتاباً وعرضت عليها أكثر من عنوان، وهي تتمنع تارة لا يعجبني وأخرى أريد كتاباً غير هذا، وثالثة اشتريه ولكن لن أقرأه!!

أما فتى العشرينات فاستمر يردد: أُفَضل الكتب المسموعة، لقد استطعت أن أقرأ (استمع) ثلاثة كتب شهرياً بهذه الوسيلة، فلمَ اشتري كتاباً ورقياً لن أجد وقتاً لتصفحه وقراءته؟!

أما أنا فاعترف أصبحت أفضل الكتب الالكترونية..

 دائماَ ما كنت أردد أحب ملمس الكتاب ورائحته، أحب وضع الفاصلة عند أخر صفحة قراءتها، أحب وضع العلامات والإشارة للمهم في الموضوعات، أحب الحواشي التي أتركها في بعض الكتب.

ولكن تغير الوضع بعد أن أصبح العمل والكتابة وإجراء البحث كله الكترونياً، أصبح الحصول على الكتب بنسخ إلكترونية أسهل في البحث، واستخراج المعلومة إلكترونياً أيسر.

 ومع الوقت وتزايد الكتب يكون للكتب الالكترونية ميزة وهي سهولة تخزينها في ذاكرة الجهاز أو السحابة الالكترونية، بعد أن امتلأت المكتبة وغصت بالكتب الورقية وتناثرت بين الغرف، والأصعب على مقتني الكتاب أن يسمع عبارة من أبنائه مثل: لو الأمر يرجع لي لتخلصت من هذه الكتب الكثيرة. ولتساءل في نفسه: ماذا سيحل بكتبي من بعدي!!

نعود لمعرض الكتاب كانت متعة لي التجول في جنباته، ولكن مع عدم وجود قائمة جاهزة للكتب التي أنوي شراءها كان التجوال ضرباً من الصيد في الظلام، اقتنعت بثلاثة كتب ووعدت نفسي أن أتحول للشراء إلكترونياً من مواقع المكتبات، طالما القراءة الالكترونية هي المفضلة لدي حالياً.

ويبقى سؤال فكرت به بعد مغادرة المعرض، هل كان متوفراً في المعرض كتب مسموعة ونسخ الكترونية؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى