هي أفكار تستحق الإنتشار .. لكن ” تيدكس ” الجبيل الأول في مهب الريح !

في الرابع عشر من شهر ديسمبر من عام 2013 أقُيم حدث تيدكس العالمي لأول مرة في الجبيل الصناعية وتحديداً في قاعة المؤتمرات وكان عنوان الحدث آن ذاك (استثمر طاقتك).
تيدكس هي تعريب اجتهادي للإختصار ( (TEDxوالتي تعني بالأصل :
Technology Entertainment and Design|التكنولوجيا والترفيه والتصميم
وهي سلسلة من المؤتمرات العالمية التي ترعاها “مؤسسة سابلنج الأمريكية” وهي مؤسسة غير ربحية خاصة شعارها “أفكار تستحق الانتشار, تأسست تيد في عام 1984 كحدث لمرة واحدة ثم توسعت الدائرة حتى شملت عددة مدن في أمريكا وأروبا وآسيا في عدة مدن تم الإتفاق عليها ويعطى المتحدثون 18 دقيقة كحد أقصى لعرض أفكارهم في أكثر الوسائل ابتكاراً وإثارة للاهتمام و في عام 2009 بدأ تيد منح تراخيص لإقامته في أي مكان بالعالم من أجل نشر الأفكار والإستفادة منها .
X هي الإضافة الجميلة للحدث الأم ليتم إقامته في أي مكان بالعالم وقد كان لدينا بالجبيل TEDJubail بعنوان كله إثارة وحماس (استثمر طاقتك).
في المملكة العربية السعودية كان الحدث تيدكس متواجداً في عدة مدن وأبرزها جدة والرياض وبعد ذلك أنتشرت على مستوى الشركات والجامعات والمدن والمحافظات حتى قرر بعض المبدعين في مدينة الجبيل إقامته لأول مرة وإعطاء شباب الجبيل فرصة لنشر أفكارهم وإبداعاتهم التي تستحق الإنتشار .
بالنسبة لي كان حديثي في تلك الليلة الباردة من الشتاء الماضي عن المعارض العلمية وما يمكن أن يحققه وجودها في أي مدينة من مردود علمي ومعرفي وتشجيعي للأطفال والشباب والمجتمع ككل فالمعارض العلمية تحث على الإبتكار والخيال العلمي الذي يقود لمزاحمة الدول الكبرى في مجال العلوم والمعرفة, ونحن وأنتم لايخفى علينا أننا كدولة عالمية في مجال إمداد العالم بالطاقة لايمنعنا ذلك بأن نكون من رواد العالم في مجال العلوم والمعرفة.
ربما شغفي بالمعارض العلمية أتى بعد سنوات الدراسة الإبتدائية والمتوسطة والثانوية والتي لم أجد حينها أي معرض علمي شجعني أو حفزني أو على الأقل جعلني أنظر للمستقبل من بوابة الخيال العلمي, ربما عملي السابق في معرض مشكاة التفاعلي للطاقة الذرية والمتجددة بالرياض لمدة عام جعلني اكتب تلك الرسالة الإلكترونية إلى تيدكس الجبيل لأخبرهم بأنني أحمل تجربة مشوقة وسابقة عملية جميلة في مجال المعارض العلمية لم يسبقني بها أحد من سكان الجبيل في مجال الطاقة الذرية والمتجددة.
وقفت أمام الجمهور لأتحدث بلغة الأرقام عن الشباب وأنهم يشكلون النسبة الأكبر من عدد سكان الوطن العربي وعدد سكان الممكلة العربية السعودية ومايمكن أن يؤثروا به في مجتمعهم في مجال العلوم, تطرقت لخبراتي السابقة وما ألهمتني من أفكار ومشاركات محلية ودولية لأقول بصوت عالي في ختام عرضي أن مدينة الجبيل الصناعية تستحق أن تحتضن أجمل المعارض العلمية بالمملكة بل بالشرق الأوسط بل وفي العالم لمكانتها الإقتصادية والصناعية .
لم أجد أي إتصال بعدها لا من قريب ولا من بعيد لتبنى هذه الأفكار أو على الأقل لطمئنني بأن الجبيل الصناعية تنظر لهذا الأمر بنظرة جادة أو حتى بوادر استجابة, ولكن ربما في المستقبل القريب أرى الفرج, فلا أخفيكم بأنني تضايقت للمرة الأولى ولكني متفائل بأن هناك من هو أفضل مني وسيخرج يومًا ليتحدث بصوت أعلى من صوتي ويجد لصدى صوته قبول .
أنا وغيري ممن تحدثوا في تيدكس الجبيل ذهبت أفكارهم أدراج الرياح ترفرف بعيدًا في السماء فقد تكون قد ابتعدت عن سقف ذلك المبنى الذي تحدثنا به أو مدينتنا التي استضافتنا ولكن أفكارانا لازالت تطوف في أرجاء الجبيل على أمل أن يلتقطها من آمن بها وفكر في أجيالنا المستقبلية وفي مستقبلنا العلمي والعملي .
لن أقول لكم بأن فكرتي وفكرة المتحدثين معي ستغير العالم ولكنها شيء بسيط من إبداع تعلمناه وكسبناه فآثرنا على أنفسنا أن ننقله لكم وأن نساهم بصناعته للمدينة التي نحبها ونحب أهلها .