أخبار الشرقية

يارب يزورنا ……!!

فرق شاسع بين طبيب التجميل، وخبيرة التجميل ، فالأول يعالج العيوب، والمشاكل بطريقة فنية تضمن عدم ظهورها مرة أخرى، وغالباً لا ترتبط مراجعته بمناسبة معينة ،فالهدف من عمليات التجميل هو القضاء على التشوهات نهائياً، وعلاجها بمهنية عالية، وليس إخفاؤها لفترة مؤقتة، أما الخبيرة فدكتورة الحالات المستعجعلة،فعملها يسبق المناسبات بسويعات فقط ، وتعاملها مع العيوب ظاهريًا، وبصفة مؤقتة، لتسحر أعين الناظرين، ليزول هذا السحر من أول غسلة ( وكأنك يا بو زيد ما غزيت ) فهي تخفي العيوب مؤقتًا،ولا تعالجها، وهذا بالضبط ما ينطبق على بعض البلديات قبل زيارة بعض المسئولين الموصوفة بالمفاجئة !! أو القنوات التلفزيونية كما حدث مع بلدية – ما – حيث تستنفر جميع طاقاتها ( وتجيب أقصاها ) ويبدأ العمل على قدم ، وساق، ليلــًا، ونهارًا ، صيفًا، أو شتاء، وفي أسوأ الأحوال الجوية، بانتشار رهيب، ومهيب لعمالها ، ومعداتها في الأحياء، والشوارع التي من المتوقع أن يسلكها سعادة المسئول في زيارته التفقدية المفاجئة!! لتنتهي ، وتحل، وبزمن قياسي جميع المشاكل التي انبحت الأصوات، وجفت الأقلام بالنداء لإصلاحها، وطلب معالجتها، وصداها وعود في وعود ، لتختفي – بقدرة قادر- في سويعات جميع الحفر التي أعطبت السيارات ، وتتحول الشوارع المتهالكة إلى شوارع ( يحبها قلبك ) وقلب كل مسئول ، وتكتسي الأرصفة حلتها الجديدة، تزينها الأشجار المشذبة ، والتي بعضها غُرس في نفس اليوم، ويزول التلوث البصري، والبيئي، ولو أمكن التعطير، والتبخير لما تأخروا، كل ذلك باعتماد النظرية الهندسية ( طبطب ولـَيـس يطلع كويس )!! .
للأسف أن هذه الحالة لا تقتصر على البلديات فقط، بل هناك بعض الجهات الخدمية تعاني من هذا الداء، حتى أصبح المواطن عندما يشاهد استنفارها يحكم – في الغالب – أن هناك مسئول زائر، وبات يعرف أن هذا الاستنفار ليس من أجل سواد عينيه بقدر ما هو خوف من هذا الزائر، ولذلك يتمنى على المسئولين الكرام أن تكون زياراتهم – صدقـًا – مفاجئة، وعشوائية حتى لا يكونوا شركاء في هذا التقصير، ولا يعطوا مجالا للمتكاسل، والمتهاون ليتحرك في اللحظات الأخيرة، ولتتحفز الجهات الخدمية لتقوم بعملها  على أكمل وجه.
 مما لاشك فيه أن الاستنفار، والهيجان، الذي يسبق زيارة المسئول دليل على أن هناك تقصير، وخلل، و ( بلاوي ) يجب أن تختفي ، ليبدوا كل شيء على ما يرام، و يا ليت هذا الاستنفار يبقى مستمرًا بعد الزيارة، بل ينتهي كل شيء بانتهائها، لتعود المجاري إلى مجاريها، وتظهر المشاكل مرة أخرى، وترتفع الأكف من جديد للدعاء بأن يعجل الله – سبحانه وتعالى – بزيارة مسئول، أو أن يلوح بالزيارة !! ،فقد أثبتت أنها من الطرق السريعة المختصرة لاستنهاض همم الجهات الخدمية ،وتحريك الكراسي الراكدة، ويارب يزورنا ……..!!.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى