يقال إذا أردت أن تعاقب الياباني امنحه إجازة بقلم ( سلطان النايف )
أما الطالب في مدارسنا يمنح نفسه إجازة قبيل الاختبارات استعدادا للاختبارات وإجازة قـُبيل الإجازات استعدادا للإجازات وإجازة بـُعيد الإجازات استراحة من تعب الإجازات أما تعليق الدراسة عند توقع هطول الأمطار وعند توقع سوء الأحوال الجوية حدث ولا حرج منذ سنوات ليست بالبعيدة انتشرت ظاهرة غياب الطلاب بشكل لافت
فمرة تـُعلق الدراسة من الدفاع المدني ومرة من وزارة التربية والتعليم و مرة من مواقع التواصل الاجتماعي وهذه الأخيرة تبدأ منها شرارة الكذب والنسخ واللصق والتهويل والتصوير لحوادث قديمة مشابهة لنصدق صحة أخبارها
هذا هو الحال في مشهد يتكرر ولايزال فكل هذه الأشياء جعلت الطالب يفكر في الإجازة أكثر من تفكيره في الدراسة. أذكر مرة من المرات وفي أول يوم دراسي وبعد إجازة طويلة سألني أحد الطالب سؤالا : أستاذ متى أقرب إجازة ؟ وآخر يدعو اللهم أرزقنا أتربة وغبارا وعوالقا وأمطارا غزيرة تملأ الشوارع وتعيق حركة السير وتغلق المدارس
إذا نحن مجتمع جعل الطالب يحبذ الإجازة والكسل وفي المقابل وزارة التربية التعليم تتوعد وتـُـذكر أن الدراسة مستمرة لآخر يوم دراسي ومن يتغيب يعرض نفسه لعقوبات صارمة لكن الواقع عكس ذلك تماما فطالب اليوم يعرف النظام جيدا ويعرف أن هذه العقوبات خصم درجة واحدة فقط عن كل يوم في الأسبوع الذي يسبق الاختبارات و يسبق أو يلي الإجازة وهذه الدرجة المحسومة لا تقدم أو تؤخر خاصة عند طلاب المرحلة الابتدائية والمتوسطة باستثناء المرحلة الثانوية و نظامها الفصلي الجديد
فنظام حسم الدرجة الواحدة لن يغير شيئا أمام هذه الظاهرة إذا نحن أمام خيارين إما أن نستبدل أسلوب الوعيد بأسلوب الترغيب والتشجيع والحوافز وإقامة النشاطات الاجتماعية والرياضية والمهنية كل حسب احتياجه وحاجاته وإعداد برامج مناسبة لكل مرحلة دراسية أو النظر في لائحة المواظبة وتضمين الدرجات المحسومة عند الغياب بدون عذر ضمن معدل الطالب النهائي وفرض عقوبات إضافية تحد من هذه الظاهرة ففي بريطانيا وبعض الولايات الأمريكية هناك غرامات مالية وعقوبات تصل حد للسجن تفرض على ولي الأمر لأن الغياب بدون عذرحرمان الطالب حقه في التعليم ويؤثر في تصنيف المدرسة وسمعتها ودورها الاجتماعي ونتائج طلابها .
أخيرا
قال أحدهم :
إذا كنت تعتقد أن التعليم مكلفا،
فجّرب الجهل