خطبة جامع حمزة بن عبدالمطلب : الغيبة أشغال للنفس بعيوب الاخرين
بدأ الخطيب خطبته قائلا إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا أما بعد فقد تحدثنا قبل أسبوع عن الغيبة وها نحن اليوم بصدد استكمال ما بدأنا به عن الغيبة فإن الغيبة انشغال النفس بعيوب الآخرين ونقائصهم لذلك جاءت الشريعة بالحث لمن يستمع الغيبة بردع المغتاب (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا) فإن لم يستجب ذلك المغتاب فليغادر الرجل المستمع للغيبة ذلك المجلس (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) وآن لنا أن ذكر بعض الأسباب المعينة على اجتناب الغيبة : أولا: الالتجاء إلى الله والافتقار إليه ثانيا: تعظيم أمر الغيبة في النفس وذلك بأنها أربا الربا كما جاء في الحديث ثالثا: حسن الظن بأخيك المؤمن حيث أن إحسان الظن بالإخوان من الحقوق التي جاءت الشريعة بتأكيدها رابعا: الاهتمام بالنفس وترك الاهتمام بالناس وفي الحديث ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) أقول قولي هذا وأستغفر الله من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ثم بدأ الخطيب خطبته الثانية بالبسملة ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وللغيبة كفارة كما ذكر ذلك السلف وهم على قولان القول الأول التوبة واستغفار المغتاب للشخص الذي اغتابه وذكر محاسنه في المواطن التي اغتابه فيها أما القول الثاني التوبة والاستغفار مع إخبار الشخص الذي اغتابه بغيبته له والراجح والله أعلم كما نقله الإمام القيم هو القول الأول وعلق على ذلك بقوله “أنه لا يلزم إخباره بغيبته لما يحصل في ذلك الأمر من المفسدات التي قد تعكر على الروابط الأخوية” هذا والله أعلم