طالبات ثانوية الأبناء بالجبيل يلبون نداء ” استغاثوا .. فلبينا ”

ضمن بادرة ( استغاثوا .. فلبينا ) قامت مجموعة من طالبات ثانوية الأبناء للبنات بالقاعدة البحرية وبإشراف معلمات التفصيل بحياكة عدد من الملابس الشتوية كتبرع منهن لإغاثة أطفال سوريا حيث تم التنسيق مع الحملة الوطنية السعودية لنصرة الشعب السوري لاستقبالها .
وتعد هذه البادرة الطيبة أطلقتها وتبنتها مجموعة من الطالبات وفي السياق القصة الكاملة لهذه البادرة الانسانية بقلم احدى الطالبات “سوريا.. من منّا لا يعلم ماذا حل بتلك البلاد من ظلم وقتل وحروب، صار العيش فيها خطرا بعد أن كان آمنًا، هُدِمَتْ بيوت شعبها ومساجدهم فاصبحوا يعيشون والخوف قد سكن قلوبهم وتشرّدوا من تلك الديار بعد أن كانت دارًا يتمتعون فيها بالعيش بسلامٍ وأمان، حصل كل ذلك بسبب ظلمِ ظالمٍ لايعرف معنى الرحمة والأُلفة، ولا يتّسم بصفات القائد الحق والرئيس الذي يحرص على تطبيق شريعة الله في بلاده ومعاملاته؛ فنجد أُمًا قد فقدت جميع أطفالها، وعائلةٌ لا يجدون طعاما، وأخرى قد تجمدت من هذا البرد القارس، فقدوا أهلهم وأحبابهم، خسروا مأواهم الدافئ وتشرّدوا في الشوارع.. من المسؤول عن كل تلك الأحداث وماذا عسانا أن نفعل حيال ذلك؟!
رؤية مثل هذه المناظر والمشاهد تبعث الحزن فينا وتجلب الهمَّ والغم، وتوقظ ضمائرنا النائمة وتشعل فتيلة الغضب على من كان السبب وراء ذلك كله، فنصبح نريد المساعدة والإغاثة بأي شيء بسيط، فمن حق أشقاءنا في سوريا أن نقف معهم ونشد أيدينا بأيديهم ونمد لهم يد العون لقول النبي –صلى الله عليه وسلم- : “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”
قال النبي –صلى الله عليه وسلم- : “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا…” من هذا المنطلق بدأنا نحن مجموعة من طالبات ثانوية الأبناء بالأسطول الشرقي بالتفكير بمشروع خيري لمساعدة أطفال سوريا نظير ما يعانونه من شدة البرد وقسوة العيش في ظل الظروف المحيطة بهم، فَتبادرت إلى أذهان الطالبة (خلود) فكرة صنع قبعة صوفية بعدما تعلّمناها في مادة التفصيل والخياطة، وتطوعت بضع طالبات بالتكفل بصنع هذه القبعات حينما تم دعمهم ماديًا من قبل بقية طالبات المجموعة، فكانت صناعة القبعات أمرًا سهلًا ومسليًا في نفس الوقت، عندما بدأنا بصنعها كانت تلك الفترة يتخللها إختباراتٍ دراسية وبالطبع واجهنا صعوبات ولكن لا تكاد تُذكَر من بساطتها منها ضيق الوقت؛ ولكن مع انتهاء فترة الاختبارات وبداية إجازة مابين الفصلين هممنا بالعمل بشكل متواصل حتى نستطيع الانتهاء في أقرب وقت، ولم تتجاوز مدة العمل أسبوعين، وتقول إحدى المنفذات: “بعد الانتهاء من الاختبارات النهائية بدأنا بصنع القبعات، وقد ساعدتني أمي وأخواتي، وعند انتهاء الاجازة انتهينا من صنع جميع القبعات، ولقد كنت سعيدة بهذا الانجاز العظيم” وأخرى تقول: “…وقد ساعدني جميع من في المنزل من عمةٍ وجدةٍ وأختٍ وأم، وكلٌ منهم وضع لمسته الخاصة عليها”
وهذه إحدى الداعمات تقول: “أعجبتني الفكرة وتفاعلت معها بشدة لأني أشعر أن بداخلي رغبة لخدمة ديني والقيام بأعمال خيرية، فقمت بدعم زميلاتي ماديًا لعدم قدرتي على صنع مثل هذه القبعات”
وفي المرحلة التالية بعد صنع القبعات افتتحنا الفصل الدراسي الثاني بتغليف هذه القبعات ووضعها في الصناديق، وقد أتمّت ملء أربعة صناديق، ولا ننسى زميلتنا (رزان) التي ساعدتنا في تصميم الشعار، ونحن أيضًا لم ننسَ أستاذاتنا الفاضلات: أ/ابتسام، أ/عبير وَ أ/هند على دعمهم وتشجيعهم لهذه الفكرة.
ونحمد الله الذي قدّرنا على فعل هذه البادرة الطيبة، فما أجمل أن ترسم الابتسامة على وجوه الآخرين العابسةَ الحزينة، ونشكر جميع الطالبات اللاتي عملن ودعمن هذا المشروع، فلولا التوفيق من الله ثم التشجيع من الأهل ومعلماتنا لما أكتمل هذا المشروع ولم تصل حروفنا إليكم، ويعلم الله أننا لا نسعى وراء شهرةٍ من هذه المبادرة الحسنة بل هي خالصةً لوجه الله تعالى، ونسعى لنكون قدوة لغيرنا في فعل الخير مهما صَغُر فلا ندري أي حسنة تدخلنا الجنة، وقد توعّد الله بالطغاة فقال سبحانه: (ولا تحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون) وسيلقى كل ظالمٍ جزاءه يوم الحساب.
ختامًا نريد منكم الدعاء لسوريا وأهلها وأطفالها بأن يفرج الله عليهم كربتهم ويعوضهم ما فقدوا في جنات النعيم.”
اللهم اجعله عملاً متقبلاً خالصاً لوجهگ الگريم .
جزاهم الله خير ويكتب لهم الاجر.
الله يجزيهم خير
ويجعله في موازين اعمالهم
وينفع بهم
الله يجزاهم خير ويجعلها في موازين حسناتهم .. والله ينصر اهل سوريا وجميع المسلمين في كل مكان