أقلام واعدةالمقالات

“الهوية الوطنية .. تراثنا وحاضرنا ومستقبلنا”

بقلم | عزيزة الشهـري

تعد الهوية الوطنية والمواطنة من أهم القضايا والموضوعات التي تشغل  المجتمعات  والحكومات على كافة  الأصعدة؛  نظرًا لأهميته  في  تشكيل  أفكار وسلوكيات  أفراد  المجتمع،  وتطورهم  الذي  يعد جزءًا من  تطور  الدول  وتقدمها،  حيث  تمثل  الهوية الوطنية جزءًا أساسيًا من  تاريخ  الأمة وثقافتها وتراثها وهي  تشمل  القيم والعادات والتقاليد  والدين واللغة  والثقافة  التي  تميز  هذا  الوطن  عن غيره.

ترتكز  الهوية  الوطنية  لأي  مجتمع  على  ثلاثة محددات  أساسية  هي  الدين  واللغة  والتاريخ،  ويعد الدين  والتعاليم  الشرعية  من  العناصر  الأكثر  قوة؛  نظرًا  لمرجعيتها  الربانية  وامتدادها  إلى  ما  هو  أبعد من  تاريخ  الدولة  وتطورها،  فإنها  تمتد  إلى  مجتمعات متعددة  ذات  عناصر  مشتركة،  وتولد  إحساسًا بالانتماء  والألفة  بينهم،  مما  يساهم  في  تكوين  الهوية الوطنية،  وتعزيز  القيم  الإسلامية،  وتعطي  المجتمع الإسلامي  قيمته،  فعندما  يضعف  تمسك  بعض الناس  بالدين  يفقد  المجتمع  هويته  وقوته ويصبح  الفرد تائه الرؤية .

نظرًا لأهمية  الهوية  الوطنية  في  تحقيق  الاستقرار داخل  المجتمع  حرص  المهتمون  بها  على  استكشاف اتجاهات أفراد  المجتمع  نحوها؛  بهدف  معرفة  مدى التغييرات  السلبية  والإيجابية  في  ظل  وجود  العديد من  العوامل المهددة للهوية الوطنية  ومن  أبرز  تلك العوامل التي تتعلق بطبيعة الفرد، والعوامل المجتمعية،  والعالم  الخارجي  ذات  الصلة الوثيقة   بعولمة  الثقافة  واصطدامها  بالقيم  المحلية، وبناء  على  نظرية  (Rusciano)،  فإن  الهوية  الوطنية تتكون  من  جزأين  أساسيين  هما  صورة  المواطنين عن  بلدهم،  وصورة  البلد  في  عين  العالم.  

بدأ  الاهتمام  بتعزيز  الهوية  الوطنية  في المملكة العربية السعودية منذ الخطوات  الأولى  للتأسيس  في  عهد  المؤسس  الراحل الملك  عبد  العزيز-  طيب  الله  ثراه-  الذي  حث  على هذا المبدأ  وعمل  على  توطينه،  ولاتزال  تسعى حكومتنا  الرشيدة  في  تعزيز  الهوية  الوطنية  بأن جعلت  منها  أهمية  في  رؤية  المملكة  2030،  شملت الرؤية  عددا  من  الخطط  والبرامج  التي  تساهم  على تعزيز  الهوية  الوطنية، ومن  هذه  البرامج  صندوق الاستثمارات  العامة  الذي  يسعى  إلى  تنويع الاقتصاد  في  المملكة،  ومشروع  نيوم،  وبرنامج  تعزيز الشخصية  السعودية  الذي  يهدف  إلى  تنمية  الهوية الوطنية  للأفراد وتعزيزها.

جاءت  رؤية 2030  لتؤكد  على  أن  نفتخر  بإلارث الثقافي  والتاريخي  السعودي  والعربي  والإسلامي، وندرك  أهمية  المحافظة  عليه  لتعزيز  الوحدة الوطنية  وترسيخ  القيم  العربية  والإسلامية،  التي تهدف  إلى  بناء  مجتمع  حيوي  يعيش  وفق  المبادئ الإسلامية،  وغرس  المبادئ  والقيم  الوطنية  وتعزيز الانتماء  للوطن،  والعناية  باللغة  العربية، والمحافظة  على  تراث  المملكة  والتعريف  به،  وتسهم في  نهضة  وتطور  المجتمع  السعودي  بكافة  المجالات وتنمية  القدرات  البشرية،  وتزويد  المواطنين بالمهارات  والمعارف  الأزمة  لتوائم  متطلبات  سوق العمل المستقبلية.

وفي ظل  هذه  الرؤية التي  ساهمت على  تعزيز  الهوية الوطنية  والصورة  الذهنية  للمملكة،  فالاعتزاز بالهوية  الوطنية  مطلبًا  وطنيًا؛  لكونها  مسؤولية مجتمعية  مشتركة،  والهوية  الوطنية  لا  تعزز  الأمن الوطني  والمادي  فحسب، بل  يسهل  التنمية الاقتصادية، ويعزز  الثقة  بين  المواطنين  لبناء مجتمع  متماسك  ومتّوحد.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى