آثار وسياحة وتاريخأهم الأخبار

حصن بئر الطوية شاهد على تاريخ الجبيل ومعلم واعد للسياحة

العربية نت | نورة النعيمي

في الجهة الغربية من محافظة الجبيل شرق السعودية تحفةٌ تاريخيةٌ عريقةٌ شُيدت في أواخر القرن الثالث عشر الهجري (أي قبل أكثر من 100 عام). واستطاع بناة هذا الحصن تسخير الطبيعة وجعل هذه الجغرافيا القاسية ملاذاً لمن تحصن فيه عبر العصور، ومن أسواره دُحرت جيوش، بينما عجز غزاة عن اختراقه.

“حصن بئر الطوية” يخفي بداخله صمت أحداث تاريخية، منها موقعة السبلة التي جرت سنة 1348 هـ (1928 م.)، التي تُعد أحد الشواهد على البطولات والتضحيات التي بذلها مؤسس السعودية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ورجاله المخلصون من أبناء القبائل في المناطق الساحلية المطلة على الخليج العربي في السعودية.

ولحصن بئر الطوية أهمية استراتيجية وثقافية، رواها لـ”العربية.نت” عضو لجنة التنمية السياحية بمحافظة الجبيل محمد الخاطر، حيث قال إن “أهالي الجبيل من آل بوعينين قد بنوا برج الطوية، بهدف حماية البئر الوحيدة التي كان يشرب منها سكان بلدة الجبيل وما جاورها. كان الهدف من بنائه هو الاستطلاع وحماية بئر الطوية، وقد سمي الحصن ببرج الطوية نسبة إلى بئر الطوية التي يحميها”.

وروى الخاطر أنه “فور وصول أخبار تفيد بتجمع قبائل البدو وعزمهم على مهاجمة المدن الساحلية، استعد أهالي الجبيل للحرب، ووصلتهم الإمدادات من الملك عبد العزيز بما يزيد عن 400 مقاتل، من أجل إحكام السيطرة على المنطقة المحيطة”.

تطوير حصن الطويلة

ويعتبر حصن الطوية إرثا تاريخيا عريقا، إلا أن المسوحات الأثرية التي أجريت أخيراً، أفضت إلى أن الحصن يئن تحت وطأة تهميش متراكم منذ عقود، وقد شملت يد الإهمال كثيراً من معالمه، إذ لم يبدأ الخطر بتراكم الأشجار، بل وصل إلى تجمع الشاحنات حوله منذ سنوات. وطالب المهتمون بالسياحة بتطوير مشروع حصن بئر الطوية ليكون شاهداً مفتوحاً للتاريخ.

وتقدر المنطقة المحيطة بالبرج بمساحة بـ10 آلاف متر مربع، ستكون متاحة لإنشاء ساحات خارجية للاحتفالات والمناسبات، ودكاكين للهدايا التراثية، إضافة لافتتاح مقاهٍ ومطاعم بتصاميم تراثية.

وأكد الخاطر وجود توجهات فعلية لتطوير الحصن حيث قامت محافظة الجبيل، ممثلة بالمجلس المحلي ولجنة التنمية السياحية، بالتعاون مع هيئة السياحة والتراث وأمانة المنطقة الشرقية، بوضع خطة متكاملة لتطوير المنطقة المحيطة ببرج الطوية، ليكون عنصر جذب سياحيا حيّا طوال العام. وسيتم إبراز البرج بصرياً وتكوينياً بالمؤثرات الضوئية والصوتية. وبحسب الخاطر، فإن مقترح تطوير البرج يتضمن ترميمه وإعادته لحالته الأصيلة التاريخية.

جذب الزوار

ويُعد حصن بئر الطوية خياراً مهما لزوار محافظة الجبيل، خصوصاً بعد أن تكتمل عملية ترميمه وتأهيله، انطلاقاً من أبوابه الخارجية وساحاته الداخلية والخارجية، كما سيتمكن الزائرون من مشاهدة محتويات الحصن من نقوش تاريخية وأثرية، إضافة إلى جوانبه الجمالية وأناقته المعمارية.

وتشكل القلاع والحصون مزارات سياحية تجذب الزائر لمعرفة المزيد عنها، وأدوارها خلال الحقب التاريخية المختلفة. ويضيف حصن بئر الطويلة اليوم رصيدا ثمينا للمعالم السياحية بالسعودية .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى