الكتاب

فضولي .. وصرف الأدوية !

كتب | عبدالله ال غصنه

يُعد الفضول من السلوكيات التي ترافق شريحة كبيرة من الناس ولكن مع تفاوت في درجته وطريقة التعاطي معه أو طرحه. وهناك أمور عدة تصادف المرء في حياته اليومية وتثير فضوله وهذا ماحدث معي مؤخرا حيث قادني فضولي وانا انتظر دوري في احد الصيدليات أن أسأل شخصا عن كمية الادويه الكثيرة التي كانت مصروفه له .

كان سؤالي له بعد تحمدت له بالسلامه : هل تستخدم كل هذه الادوية ولله الحمد كان متجاوبا وقال هناك ادويه صرفت استخدمها ولكن بعضها اعتقد ان هناك مبالغه فيها واضاف مما تعلم هذا مستشفى خاص والعلاج على التامين والطبيب قد يبالغ في صرف الادويه .

إلى هنا انتهى الحديث وتحمدت له مرة اخرى بالسلامه ..

ولب الحديث ومقصدي هو ان ظاهرة صرف الادوية في المستشفيات الخاصة وتحويل المريض لاكثر من طبيب واجراء تحليلات ليست ضروريه ولكن لمجرد ان المريض على التامين ويمكن الخروج باكبر فاتورة موضوع لايخفى على الجميع يجعل الكثير من الاطباء القيام بهذه السلوكيات الغير منطقية والتي تنافي القيم والمبادئ والقسم الذي يقسمونه .

وفي الجانب الاخر موضوع تعامل المريض نفسه مع الادويه حيث يعرف ان بعض الادويه تزيد عن حاجته ولكنه مع ذلك يصر على اخذها في الوقت الذي يجب عليه اخبار الطبيب بالكمية التي تكفيه خاصة وان البعض منهم مازال لديه نفس الادويه في المنزل .

ونعلم جميعا ان هناك الكثير من المرضى يستخدمون الادويه المصروفة لايام قليله وبعد ذلك يتخلصون منها والكلام هنا عن هدر الادوية بشكل عام بيننا جميعا فهذا الهدر يكلف الدولة مبالغ بالملايين اضافة الى ان هناك من المرضى من يحتاجون لتلك الادوية التي غالبا لاتكون متوفرة بالمستشفيات نتيجة لهذا الهدر .

ختام ارجو ان يكون هناك وعي لدى المرضى بالتعامل المثالي والمنطقي مع مايصرف له من علاجات وان كان هناك فائض ولم يستخدمه فعليه ان يعيده لصيدلية المستشفى الذي صرف له الدواء وسيرحبون به ويشكرونه .

اما مايحدث في المستشفيات الخاصة فالمشكلة مزمنة ونعرفها جميعا وهي ان تحل الا من خلال تطبيق الامانه الطبيه في التعامل مع المريض في الفحوصات وصرف الادويه لانه للاسف هناك من يلزم الكادر الطبي بتحقيق سقف معين من الدخل والا سيتم الاستغناء عنه وهذه امور قد تحدث عنها بعض الاطباء الشرفاء الذين عملوا في مستشفيات خاصة ورفضوا ذلك التصرف برغم ان النتيجة هي الاستغناء عنهم الا انهم فضلوا ذلك على أن يمارسوا مايخالف مبدأهم وضميرهم الانساني واستغلال الناس .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى