الإنتقال في تلقي المعلومة من المناهج ” المطورة ” إلى” القديمة” هل هي عثرة أم قفزة ؟
23 نوفمبر, 2013
لايخفى علينا أن تغيير المناهج الدراسية هي المشروع الأضخم الذي سعت إليه وزارة التربية والتعليم ،وهي خطة طويلة المدى نُفذت على سنوات وفي خلال سنتين سيكون المنهج المطور قد عُمم في مختلف المراحل الدراسية ،إلا أن وزارتنا تخطت منهج اللغة العربية التابع لتعليم البنات ولأسباب لا نعلمها حدث قصور في تطور منهج اللغة العربية للصف الأول ثانوي ،فبعد أن تلقت الطالبة مادة “لغتي” المعتمدة على نظام الوحدات محوراً لمعالجة علوم اللغة بكل مهاراتها المختلفة، إذ بالطالبة تتفاجأ بمنهج قديم يختلف تماماً عن ما تلقته خلال السنين الماضية عند انتقالها للمرحلة الثانوية . فمع اختلاف وتطور مرحلتها العمرية تواجه أيضاً تعدد في المناهج واختلاف في طريقة تقديمة مما أدى إلى تدني مستوى الطالبات بالإضافة إلى كثرة شكاوي أولياء الأمور فبعد أن كانت تتلقى مواد اللغة العربية في كتاب واحد يشمل جميع فروع اللغة العربية أصبحت تدرس خمس مواد دراسية مختلفة بكل شي مسمياتها وتصميمها وطرق عرض المعلومة فمناهجنا القديمة تتميز بتركيز المعلومة بعيدة كل البعد عن الصور والألوان وأنشطتها قليلة بالإضافة إلى اعتمادها على الكتابة ، وتقديم المعلومة دون البحث عنها وهو اسلوب تعليمي يختلف تماماً عما تعودت عليه الطالبة في السنين الماضية، وتداركاً لهذا العائق وتلك الصعوبة في التعلم سارع الإشراف التربوي بعقد ورشة عمل لردم تلك الفجوة بين القديم والحديث في مناهج اللغة العربية ودفع المسيرة التعليمية .
وحول هذا الموضوع كان لوليات الأمر رأي فقد شكت (ع ـ ح ) وهي ولية أمر لطالبة في الصف الأول ثانوي مرت بهذه التجربة وقالت :أنامعلمة لغة عربية عانيت مع ابنتي في تقبل هذا التغيير المفاجىء ،استغربت أسماء الكتب بالإضافة لعددها ، وحاولت أن اشرح لها الدروس على أساس أن عندها تغذيات سابقة ولكن قدمت بطريقة مختلفة ولكنها تعلقت بالصور والألوان وهذا الذي لم تجده في المنهج القديم .
أما ( ج ـ س ) فقد علقت قائلة: كولية أمر في البداية صدمت ابنتي وتعبت إلى أن اقنعتها أن ما تأخذه سبق وأخذته واختزلت كم هائل من المعلومات نفسها في السنين الماضية ولكن القفزة الكبيرة بإخراج الكتب من خلال الصور والألوان منعها أن تستوعب هذه الفكرة.
أما (ت ـ ب ) فكان لها رأي أخر فتقول: لا يوجد فرق كمادة علمية ،ولا أنكر أن المطور مبسط أكثر غير ذلك لايوجد فرق لأن عطاء المعلمات لابنتي اعتمد على استراتيجيات التعليم الحديث ، وفي رأيي أن المعلمة هي أساس ردم الفجوة بين القديم والمطور وذلك بتطبيقها لاستراتيجيات منوعة فلا تشعر الطالبة بالفرق .
وكان لنا وقفة مع أهم ركيزة في العملية التعليمية وهي المعلمة فقد واجهت معلمة اللغة العربية صعوبة في استيعاب الطالبة لها أو للمعلومة التي تطرحها ، فتنظر الطالبة أن كل ماتلقيه هذه المعلمة صعب ولايتقبله عقلها ،وفي مقابل اجتهادها في إيصال المعلومة تجد عبارة أنا لاأفهم ماتقولين فأنا لم أدرس بهذه الطريقة !!! وتوقفنا لنستعرض رأي البعض فهذه المعلمة (ن ـز) تقول :يوجد تدني كبير في مستوى الطالبات ولا أنكر أن الطالبة التي تتلمذت على المناهج المطورة هي فعالة ،ومشاركة ،ومنتجة ، ولكنها في ورقة الإجابة مخفقة لسبب ما قد يكون التقويم أحد الأسباب.أما المعلمة (ب ـ ق ) فهي ترى أن الإخفاق في القديم والمطور ولاينسب لمنهج بعينه وهي قضية عند المعلمة فهي التي تتأمل وتشجع وتحدد المشكلة ثم تحلها. اختلفت الآراء وإن كان أكثرها يميل إلى إخفاق الطالبة
أما الطالبات فاتفقن على أن رؤيتهمن لحقيبة الكتب عند استلامها اصبن بالخوف والهلع فهذه الكتب كثيره على ظهورهن وعقولهن ، فهاهي الطالبة ( د ـق ) واجهت صعوبة في مادة النحو ، فقد كنا ندرسه ولكن مبسط جداً وانتقلنا وتفاجأنا بطريقة تختلف تماماً عما كنا ندرس .
أما الطالبة ( هـ ـ م ) فتقول لا أنكر أنني أصبحت أجيد التعبير ، ولكن في لغتي لا يوجد نحو بل نظام وحدات والوحدة لا يوجد فيها سوى درس واحد ، أي أنه يفتقد التركيز ، أما أول ثانوي فمواده متشعبة ونواجه بعض الصعوبة فيها ولكن نستشعر جمالها ، واستطعنا استيعابها .
أما الطالبة ( ش ـ ن ) فتعلق قائله : منهج لغتي له سلبيات وايجابيات فالمناهج المطورة جميلة ، وتفاعلية في عرض الدرس ولكنهم اجحفوا في حق النحو، أما القديمة فالتدريس فيه تلقين يمله الطالب والنحو مادة منفصلة ومكثفة بالنسبة لنا ، كما أن فصل المواد عن بعضها واختلاف مسمياتها اصابنا بالرعب ، فقد درسنا “لغتي” وأحببناها وتعودنا على هذا المنهج وكان له الأثر في تقوية شخصيتنا فاكسبتنا الوقوف بكل ثقة لمواجهة أي موقف والقدرة على الحوار.
ومع جمع الآراء في هذا الموضوع فوجئنا بنظرة مختلفة تماماً جعلتنا ننظر للموضوع بإيجابية ،ونجعل هذا العائق التعليمي هو وسيلة قوية لصقل طالبة جمعت بين القديم والمطور لتخرج لنا شخصية قوية متمكنة من الحوار والوقوف لعرض رأيها قادرة علي جمع معلوماتها بنفسها وابتكار كل طريقة جديدة من خلال المطور ، وبين طالبة قوية في حصيلتها التعليمية ومعلوماتها العربية عبر رأي المعلمة ( م ـ د ) فترى بنظرة أخرى مختلفة فالتي جمعت بين المطور والقديم هي أفضل من طالبة المقررات وطالبة التعليم العام فجمعت بين قوة المعلومة وقوة الشخصية .
ومن جهه أخرى كان لنا وقفة مع أصحاب الإختصاص من مشرفات تربويات يسعينَ إلى تطوير العملية التعليمية ،ويقفنَ على كل معوقات التعلم للتسهيل ومجاوزة تلك العثرة،فقد فعلن ورشة عمل جمعت فيها كل الأطراف ،طرحت فيها المشاكل ،وعرضت الحلول ،وخرجت الورشة بتوصيات تساعد الطالبة والمعلمة ،وولية الأمر في تجاوز هذه العقبة وكان للأستاذة “ريم الطائفي” وجهة نظر في هذا الموضوع فتقول : نحن أمام عثرة بسيطة ونستطيع تجاوزها بإذن الله فالنأخذ العربي كمادة العلوم مثلاً فبعد أن كانت كتاباً واحداً في المرحلة المتوسطة قسم إلى عدة كتب”فيزياء وكيمياء…..كذلك اللغة العربية ، وإن كنا لاننكر أن الإعراب في المنهج المطور كان ضمني أما المنهج القديم فهو منفصل .
أما الأستاذة “ناجية الخالدي” فتقول :إذا طبقت الإستراتيجيات فلن يكون هناك صعوبة ولن نحس بالخلل فتكون الطالبة قائدة وليست متلقية ففي المرحلة المتوسطة كانوا الطالبات هم قادة العملية التعليمية وعلى المعلمة الإستمرار في ذلك.
أما الأستاذة “إبتسام الفيومي “فكعادتها طلبت منا النظر إلى المشكلة بنظرة إيجابية نرى فيها الجانب المشرق فالطالبة هي فتاة مسلمة تقرأ القرآن الموضوع باللغة العربية فلغتنا سهلة وبسيطة وإن كان هناك اختلاف في المنهج فتستطيع الطالبة اجتياز تلك العقبة وإن كانت صغيرة في السن فعليها أن تخاطب فكرها قائلة أنا أستطيع فهم لغتي حتى وإن كان هناك اختلاف في المنهج ومن حيث الصور والألوان فقرآننا لايحوي على هذه الصور والآلوان واستطعنا فهمه واستيعابه ،فلانعيب زماننا والعيب فينا والتغيير يكون من داخل الإنسان نفسه ، ونظرته الجميله للحياة.
أما الأستاذة “هند الغامدي “فنظرت إلى المشكلة من جانب أخر فقالت :طالبة المرحلة الثانوية تمر بمرحلة إنتقالية في حياتها من مراهقة وغير قادرة على اتخاذ القرار إلى مرحلة أكبر قليلاً فتظهر ملامح شخصيتها وتكسب من مجتمعها مايروق لها فتنعكس على تصرفاتها إما إيجابية أو سلبية ، ومع هذا التغيير وجدت تغيير في المنهج سواء في طريقة عرض المعومه أو محتواها ونحن نهدف إلى تغيير النظرة السلبية فمناهجنا القديمة ليست سيئة بدليل أنها أخرجت أناس ناجحيين خدموا المجتمع بإخلاص وتفاني ، والمعلمة عليها أن تشخص الضعف عند الطالبة وتحدد ماتحتاجه الطالبة وتكثف الأنشطة والمشاريع لغرس المعلومة ، وأهم شيء أن تتواصل المعلمة مع الطالبات بإشاعة الجو الإيجابي في الحصة لتتقبل الطالبة كل مايقدم لها .
وختاماً نحن متيقنون أن ماتمر به طالبة الصف الأول ثانوي أثناء دراسة منهج اللغة العربية هي تجربة تقويها لاتضعفها بوجود معلمات أكفاء يقدمن المعلومة بعدة طرق استراتيجية، ومشرفات تربويات يقدمن التوجيهات والحلول ، وهنيئاً لكِ طالبتي فأنت المميزة التي جمعت بين المطور والقديم.
كل التقدير والشكر لهذا المجهود والاخراج الرائع يانعيمة سلمت يمينك.