الثقافة

في بيــتنا ” نـايــم ” !

النوم الذي جعله الله للإنسان راحة من عمل طويل يقضيه الأنسان طيلة النهار بات الآن شبحا يعيش في البيوت بالأيام والساعات الطويلة , فالأمر زاد عن حد الراحة إلى ما هو أبعد من ذلك فعدد الساعات التي يقضيها الشاب في نومه أوقعت العديد من الشباب في خندق البطالة واللامبالاة واعتبرها بعض أولياء الأمور أنها نتيجة الدلال وعدم المسئولية التي يحملها هؤلاء الأبناء ومن هنا أصبح هؤلاء الشباب ينامون دون هم على عاتقهم او مسئولية .
وتعاني بعض الأسر من كثرة النوم لأفراد عائلتها وخاصة الشباب منهم الأمر الذي ينعكس سلبا على إنتاجيتهم داخل الأسرة والمنزل وأصبح الشباب في معزل عن أسرهم مرتبطين أرتباطا كبيرا في أسرتهم التي تحضنهم للعديد من الساعات المتواصلة ,
واشتكت عدد من العوائل والأسر من هذه الظاهرة لأبنائها الشباب الأمر الذي قلل أهمية وجودهم في منازلهم وبات شبح ” النوم ” يهدد العديد من العوائل والأسر .

آراء الأسر :

يقول الشاب ” أ م ” موظف حكومي ” النوم بالنسبة لي هواية منذ زمن سابق أستمتع فيه بشكل كبير وغالبا من أنام منذ الساعة الواحدة ظهرا وأستيقظ بعد منتصف الليل وأذهب إلى الدوام وأنا مواصلا وهكذا أقضي حياتي بين العمل والنوم فقط ”
وزاد ” النوم لي لابد أن تكون جميع الأمور مرتبة وبشكل كبير فجهاز التكييف لابد أن يكون شغالا طوال فترة النوم فبلا تكييف لا أستطيع النوم هذا العديد الطويل من الساعات وبالتالي فأنا لا أرحج تماما من هذه العادة التي أستمتع بها بشكل يومي ” .
ويصف ” أبو عبدالله ” أن نوم أبنائه بغير الطبيعي ” للأسف ينامون أبنائي نوما عميقا وخاصة في وقت الإجازات والعطل الرسمية وكأن لا وجود لهم في المنزل إطلاقا ولعل السهر وكثرة القنوات الفضائية والانترنت ووسائل الترفيه والتقنية الحديثة زادت من هذا الأمر شيئا فشئيا فماضينا نحن وبكل أمانة لم نكن ننام هذه الساعات الطويلة لإيماننا بأن أعمالنا وأشغالنا أهم وبكثير من النوم ”
وزاد ” الحالة الاجتماعية المترفة التي يعيشها البعض زادت أيضا من كثرة النوم إلى النوم العميق وهو تجرد وهروب من تحمل المسئولية وأصبحت العديد من الأسر في مأزق من هذه الظاهرة ”
ويرى الشاب ” ح ا ” أن نومه الكثير ما أوقعه في مشاكل كبيرة مع عائلته أولا أو مع غيره ” تعرضت بسبب النوم إلى مشاكل عدة فالعديد من المواعيد الهامة ذهبت أدراج الرياح وكثيرا من الإلتزامات أفضل النوم عليها ومن هنا فأنا أعتبر أن فترة نومي الطويلة ليست بالطبيعية إلا أننا أندم في نهاية الأمر ”

الدكتور عادل البعيجان المستشار التربوي والنفسي :

د عادل البعيجان

كثرة النوم موجود وبشكل كبير في مجتمعنا وهنا لابد من دراسة الحالة أولا عن نوعية الأسرة التي ينتمي لها الشاب والمكان الذي نعيش فيه وهل هناك مشاكل عائلية مثلا والحالة الاجتماعية لهم والمالية وهل هناك ترابط وتوافق بين الأسرة داخل المنزل أم أن هناك نفور من كل الأطراف ”
وأضاف ” في الغالبية يكون النوم نتيجة لأسباب كبيرة تسبقه فالأسرة التي تهمل أبنائها وتدللهم بشكل زائد وتسلط الوالدين أو أحدهما وعدم زرع الثقة في الشاب أو الفتاة تؤدي كل هذه الأمور إلى نتائج الأنسحابية فينسحب الشاب او الفتاة إلى النوم كحل من وجهة نظره ويعلل النوم إذن في هذه الحالة أن راحة من كل الهموم والمشاكل التي تحصل له ”
وزاد ” كما أن الشباب أنفسهم يتحملون المسئولية في كثرة النوم فعدم مبالاتهم يوجد كثرة النوم كما أن الوالدين يتحملون نسبة عالية من نوم أبنائهم الثقيل فمن المفترض أن تعمل الأسر على زرع الوعي بين كافة أبنائها وزرع الثقة لهم عن طريق تشغيلهم في المنزل وتحديد أمور يجب أن يقضيها هؤلاء الشباب وعلى الأسر والوالدين أن لا يعاتبوا أو أولادهم بشكل قاسي بل يعززوا الجانب الإيجابي لدى أبنائهم وخاصة في مرحلة التدريب فلا تعاتب ولا تنتقد ولا تعاقب وأنا سبق أن عرضت علي العديد من الحالات كان نتاجها أن أحد المتزوجين وعمره 33 عاما لا يعرف أن يشتري ” اللحم ” وهذه مشكلة كبرى يعاني منها بعض الشباب فعدم زرع الثقة وتعزيز النواحي الإيجابية للأبناء يولد مثل هذه النتائج للأسف ولو في عمر متقدم مثل هذا ”
وأكد البعيجان أن النوم متى ما زاد عن حده فهو يعتبر مرضا وعليه أن يحول هؤلاء الشباب إلى العيادات والمستشفيات لإجراء الفحوصات التشخيصية .

رأي طبيب :

الدكتور  طلال الشامي

وذكر الدكتور ” طلال الشامي ” أن النوم من الممكن جدا أن يكون مرضا ” من الممكن جدا أن يكون النوم مرضا فمتى ما زاد الشاب عن ساعات النوم يحدث له اضطرابات في النوم تنعكس على زيادة أو نقص في النوم للشاب ”
وأشاف ” يعاني بعض الشباب من هذه الاضطرابات في النوم حتى أن بعضهم ينام وهو يكلم أو يكتب أو يقرأ وغيرها وبالتالي فأن الشاب ينام نوما عميقا يؤدي إلى حدوث إضطراب في النوم لديه ”
وأكد الشامي ” النوم هو وظيفة فسيولوجية تكون في الجسم وأي زيادة أو نقصان فيه فانه يسمى مرضا أو تحدث إضطرابات فيه وهناك مؤثرات قد تزيد في الزيادة او النقصان فيه كالرياضة والتفكير والمشاكل والهموم والعمكل وطبيعته ”
وذكر ” الأنسان في نومه يمر بأربعة مراحل وعند انتقال النائم من المرحلة إلى الرابعة مباشرة دون المرور بالمرحلة الأولى ولثانية فأنه يحدث له مايسمى علميا بالجاثوم وهو مثبت علميا يصيب الأنسان ويشعر وكأنه في حلم وهو على الطبيعة ”
وأكد الشامي أن أي حالات من هذه الحالات فأنه يجب على الشاب التوجه إلى العيادات النفسية للعلاج فهي أكثر من يعالج مثل هذه الحالات ” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى