#مطلق_المريشد الرئيس التنفيذي لـ #التصنيع الوطنية في حوار خاص مع #الجبيل_اليوم

مطلق بن حمد المريشد يعد احد أبرز الكفاءات الوطنية القطاع الصناعي يختلف الكثير حول شخصيته هناك من يراه صارما ومتسلطا واخرون يرونه عاشق للعمل المنظم والبعد عن المحسوبية وداعم للشباب السعودي الجاد .. يكره بيئة العمل التي يعيش فيها القادة بأبراج عاجية بعيدًا عن الموظفين .. بدأ موظفا في سابك الى أن أصبح رئيسا لشركة صدف ثم شركة حديد ثم رئيسا لشركة التصنيع الوطنية . ويشتهر المريشد بثقافه عالية في مجال عمله ومتحدث متخصص
يقول عنه الاعلامي والكاتب والمحلل المالي فضل البوعينين : المهندس مطلق المريشد، نائب الرئيس للشؤون المالية في شركة سابك، أحد الاستثناءات المضيئة في السوق السعودية، تجده موضحا، و منافحا عن سابك في أشد الظروف، لا يتوارى عن الأنظار، ولا يختفي حين يبحث عنه الإعلام. شخصية كاريزمية تجمع بين المعرفة والكفاءة، والقدرة على إحداث التغيير، والتطوير في قطاعات الإنتاج، المال، والإعلام الاقتصادي أيضا. أعتقد أنه من القلة الذين لم تستطع قيود الأنظمة تكبيلهم عن قول ما يُريد بلغته البسيطة القريبة من العامة، لا خاصة (التَصَنُع). المريشد من الكفاءات القليلة التي يمكن أن يُعول عليها في خطط التطوير الشامل، إعادة الهيكلة، ووضع الإستراتيجيات الوطنية الطموحة خاصة في قطاعات الإنتاج، الأكثر أهمية للوطن والمواطنين.
“الجبيل اليوم” واستكمالا لخططها التحريريةالتطويرية ممثلة في اجراء لقاءات مختلفة في مختلف القضايا والمجالات الاقتصادية والاجتماعي .. اجرت هذا الحوار مع المهندس المريشد .. وهذه هي المحصله :
ماهي بطاقتك الشخصية ؟
مطلق بن حمد المريشد درست وترعرعت في المنطقة الشرقيه تربيت في بيئة بدوية ، وأكملت دراستي للثانوية في عنك (القطيف) ، قسم علمي، ثم سافرت في بعثة دراسية لأمريكا وحصلت على بكالوريوس العلوم في الفيزياء النووية والرياضيات من دينفر ، وأيضًا ماجستير في هندسة المفاعلات النووية من جامعة برينستون، ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد،، وعملت سبع سنوات في أمريكا، ثم عدت إلى السعودية لأعمل بشركة سابك في العام 1989 ، ومنها انتقلت لشركة التصنيع الوطنية 2015م رئيسا تنفيذيا .
يعرف عن مطلق المريشد انه صارم في عمله .. ولكنه خارج مجال العمل تجده انسان وديع بشوش مبتسم كثيرا ومتواضع لدرجه كبيره ؟ هل صرامتك هذه السبب في سلبيه نظرة البعض لك ممن عملوا تحت اداراتك ؟
اولا أحمد الله على أن هناك كما ذكرت اشخاص يجدونني بهذه الصفات التي ذكرتها وهو شرف لي أن يصفني الناس باني بشوش ومتواضع ولكن خارج العمل يختلف في الظروف عن محيطه في داخل العمل ولكل انسان طبيعته المختلفة خارج العمل ولكن أنا أؤمن بأن العمل لينجح لابد بأن يدار بطريقه منظمه يحقق الاهداف وأنا لست اقصد هناك أن يكون هناك بيروقراطيه وديكتاتوريه في ادارة العمل فانا من محاربيها ولكن القصد أن يكون هناك نظام يسير عليه الجميع يكافأ من يحسن العمل به ويعاقب من يخالفه .
هناك من يؤكد انك ترفض ان يكون هناك فواصل وجدار يفصل بين الموظف العادي والرؤساء في الشركات واعطائهم مميزات من حيث الكماليات مثال على ذلك عندما كنت في رئيسا لشركة حديد الغيت مايسمى بمنطقة طعام المسئولين المفصولة عن منطقة باقي الموظفين وهناك غيرها من الاساليب التي تتبعها ؟
انا بطبعي اكره بيئة العمل التي يعيش فيها القادة بأبراج عاجية بعيدًا عن الموظفين وقد علمتني تربيتي ودراستي بالخارج كيفيه التعامل مع الناس بدون فوارق فالإنسان هو الانسان وفي مجال العمل هناك مميزات ممكن ان تعطى لبعض المسئولين بحكم سياسة اي قطاع وكما هوم في معظم دول العالم هناك امتيازات مختلفة ولكن عندما يكون التفريق في السلوكيات والتفريق بين اسرة بيئة العمل فهذا ارفضه تماما فنجاح القائد والمسئول في اي قطاع وتحقيقه لتلك الامتيازات السبب فيها هم الموظفين العاديين نعم اتخذت قرارات منها الغاء موقع مخصص للطعام كان للمسئولين في حديد كم تم الغاء الابواب الخاصة بالمسئولين وتركها مفتوحه امام الجميع ويراجعهم من يشاء من الموظفين .
يصفك البعض من المختصين .. بأنك رجل المهمات الصعبة والتطوير وانقاذ ما يمكن انقاذه .. وهذا سبب تعيينك كقائد وتنفيذي لأكثر من قطاع .. تعلقيك ؟
هذه شهاده اعتز بها وقد سمعت ذلك الكلام وتابعته في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي وان كنت قد حققت ذلك بالفعل فهو عائد للخبرات المتراكمة التي حصلت عليها من خلال البيئة التي تربيت فيها فكان عمي- شيخ فخد من قبيلة بني خالد- ذا حنكة ودراية ، وكنت أعيش بمنزله، وكان شيوخ القبائل يتوافدون يوميًا على منزله من شتى أنحاء المملكة ، وكنت مستمعًا لكل مايدور في مجلسه ؛ الأمر الذي حرر قيودي وحفزني على التعامل مع الناس بكل حرية ، علاوة على دراستي في أمريكا والتي أكسبتني الحراك اليومي لتفاصيل حياة الأمريكان وطرق تعاملهم ، وهو ما شكل شخصيتي .
أما عن التغيير ، فهو أمر سهل وصعب في الوقت نفسه : سهل؛ لأنه ضروري في الحياة، فالثابت في الدنيا هو التغيير ، فكل شئ يزول. وصعب ؛ لأن له صعوبات كثيرة ، خاصة تغيير بيئة عمل الشركات ، ولاسيما في الأوقات الحرجة عندما تمر الشركة بخسائر ؛ فهنا يأتي دور التغيير في رؤية العمل .
ولكن قبل كل ذلك هو توفيق الله سبحانه وتعالى وفرق العمل التي أعمل بها فأنا كما يقول المثل (عود من حزمه) وهناك كفاءات سعودية عملت معها في الشركات التي توليت القيادة فيها مميزين جدا ولهم دور كبير في اي نجاح تحقق ولست انا من حققه وحدي .
ولكن عندما نتحدث ع نجاحك هناك نقطة سوداء في مشوارك وهي شركة كيان التي كنت رئيسا لمجلس ادارتها .. حيث اسمك يرتبط بالخسائر التي تحققها ؟
شركة كيان لها ظروف خاصة بسبب توقيت إنشائها في قمة الأسعار مما رفع من تكلفتها ولكنها تضاف إلي سلسلة شركات سابك وسيكون لها شأن في مجال الابتكار وسابك ستدعمها بشكل أو بأخر وغالباً من خلال مجال الابتكار ومعظم خسائر الشركة محاسبية بسبب تغير تقييم المخزون بالعلم فان جميع المنتجات التي تُنتجها الشركة مربحة ومن الطبيعي وجود منتج أو اثنين لا يحقق أرباحاً لكن بوجه عام أغلب منتجات الشركة تحقق أرباحاً وبشكل طيب كما 83% من إنتاج الشركة يعتمد على غاز البيوتان الذي ارتفع سعره بشكل كبير، مبينا أن إنتاج المجمع ينقسم إلى قسمين، الأول للبيع الخارجي والثاني يدخل في منتجات أخرى، وهو ما يفسر الفرق بين الانتاج والمبيعات.
وهناك القروض طويلة الأجل لدى الشركة في حدود اكثير من 30 مليار مليار ريال، ولكن الشركة لديها الملاءة المالية في دفع الدفعات المستحقة في مواعيدها كل ستة أشهر بدون الاستعانة بـ”سابك” وهذا يعد نجاح برغم الظروف وانخفاض الاسعار بسبب الازمات الماليهالعالميه .
كيف ترد على من يتهمك بالتعالي .. خاصة ما تتطلبه سياسة اعادة هيكلة الشركات والتي تنال من مميزات وحوافز الموظفين ؟
اعادة هيكلة الشركات لمواجهة الصعاب والمشاكل هيث قبل ان تكون في صالح تلك الشركات في المقام الاول هي في صالح الموظفين وأسرهم لانه لو استمرت الشركات بدون عمل الهيكلة واعادة الجدولة وسياسات الترشيد والانفاق سوف تفلس وتغلق وبالتالي سيسرح الموظفين .
وهذا الكلام يقتنع به البعض من الموظفين ممن يعرفون كيف تدار الشركات في مواجهة ازماتها وهو شر لابد منه ولكن بعد التعافي وان استمر لسنوات سوف تعود الاوضاع لما كانت عليه .
اطلق عليك لقب عنصري اثناء رئاستك لشركة حديد .. هل تم ذلك بالفعل ؟
بالفعل اطلقوا علي هذا اللقب من قبل الاجانب وليس السعوديين حث كان هناك مشاكل مالية وإدارية في الشركة تحتاج لعلاج، وبعد أن باشرت العمل وجدت أن هناك عمالة فوق الحاجة فكان أول شيء خططت له الاستغناء عن الأجانب، وكنت في ذلك الحين متزوجاً من ألمانية، وكانت تلقى مضايقات أينما تذهب من زوجات من استغنيت عنهم عندما تقابلهم في الأسواق وأماكن تجمعهم وكان عدد من تم الاستغناء عنهم بحدود 300 شخص .
وأضاف: كانوا يصفونني بأني عنصري، ولكن الحقيقة أني أعمل لمصلحة وتحقيق هدف جئت من أجله في شركة حديد، وكذلك كان هناك مشاكل إدارية في الشركة ومناصب قيادية للسعوديين وهي غير معقولة، حيث عملت على تخفيضها، ووضع هرم إداري جديد.
ماهي قصة عرض احدى شركات الالبان عرضا للعمل مما اغضب والدتك ؟
ذات مرة، جاءني عرض للعمل في إحدى شركات الألبان ؛ فاستشرت والدتي – رحمها الله – وكانت امرأة بدوية ، فعلقت قائلة:” نحن بدو ، وأنت سافرت للخارج ودرست شيئًا لا نعلمه، وعملت أيضًا في مجالات لا نعلم مدى خطورتها، والحين تريد العمل ببيع اللبن، فهذه آخرتها!!” . كان ذلك أطرف موقف إنساني من إنسانة نبيلة لا تفارق مخيلتي قط.
ماهي قصة الموظف الذي فصلته من العمل في شركة صدف ؟
وفي الثمانينيات ،عندما كنت مدير تشغيل في مصنع للكلور في الجبيل ؛ أحد أكبر مصانع الكلور في العالم ، كان أحد العمال كثير الغياب عن العمل ؛ فقمت بفصله من العمل. وبعد سنين من ذلك الحدث، كنت متوجهًا للسفر عبر مطار الرياض، وكان هناك مشكلة في الحجز، فتدافع المسافرون ، وفجأة سمعت من ينادي علي بصوت عالٍ “أبو حمد ” فاقتربت منه فقال : ألا تعرفني؟ ، فقلت : لا أعرفك، فقال: أتذكر الموظف الذي فصلته من “صدف”؟ أنا هو. وكان هو مدير المحطة حينذاك، فقلت: نعم تذكرت وكنت وقتها محرجًا ، ولكنه بادر لأخذ تذكرتي وحجز لي درجة أولى، ثم قال: أود أن أشكرك على فصلك لي فقد كنت أستحق ذلك وأنت لم تظلمني وأنا كنت غير مرتاح للعمل في الجبيل؛ لأنني من الرياض وأهلي هنا ؛ فأتاح فصلك لي الفرصة للعمل والتطوير حتى وصلت لمنصبي هذا في الخطوط السعودية.
هل انت مركزي في العمل ؟
بيئة العمل بالسعودية مخيفة جدًا مقارنة ببيئات أخرى، فمثلًا بحكم عملي في عدة جهات أمريكية وأوروبية أجد أننا لدينا للأسف تركيز على المركزية بشكل مخيف ، فاتخاذ القرار يتم بشكل عمودي ، وليس افقي بعكس أمريكا ؛ حيث التركيز على النتائج وليس على الأشخاص، لكن الغريب في الأمر أن إدارات بعض مؤسسات بالمملكة تدير دفة العمل فيها بالتخويف ، فتجد شخصًا يتحكم في مصير المؤسسة كلها ، وتجد كل جهة تتحكم في الأقل، وليس بمقدور مديرين اتخاذ قرار يختص بسير دولاب العمل . تلك أشياء يجب تغييرها في بيئة العمل السعودية ، ليس كل الناس، لكن هذه حالة عامة، ففي أمريكا يعطون الحرية للمدير لاتخاذ القرار مهما كان مصيريًا .
كيف تنظر لرؤيه المملكة 2030 ؟
بدون شك “رؤية السعودية 2030” من وجهة نظري كان لابد ان تكون من سنوات وقد طالبنا كثير خاصة في المجال الصناعي ان يكون هناك تغيرات وتحولات وتكامل صناعي وان نطور الاعتماد على الصناعات التحويلية بدل من استيراد مواد الخام واستيرادها بمنتجات نهائية وهذا ماسوف تحققه الرؤية وتعد الرؤية أضخم مشروع تنمية في كافة المجالات، وأكبر مرحلة تحول في تاريخ المملكة الحديث، حيث تضمنت أهدافها تقسيمات رئيسية واندرج تحت كل منها أهداف فرعية شملت إصلاحات جذرية في قطاعات مختلفة، لتشكل خطة تهدف لتحرير اقتصاد السعودية من الاعتماد على النفط على نطاق واسع.