أقلام واعدةالمقالات

استنساخ (جامعة الملك فهد ) في مدينة التعلم !

يعتبر التصنيف العالمي للجامعات إشارة الى تقدم الجامعة وتميزها حيث يتم بشكل سنوي للجامعات في جميع أنحاء العالم بناءً على مجموعة من المعايير والمؤشرات، وهذا التصنيف تقوم به بعض المنظمات ومؤسسات وفق تصنيفات معينة ترى المنظمة أو المؤسسة أنها مهمة ومن أشهر هذه التصنيفات تصنيف شانغهاي للجامعات (ARWU – Academic Ranking of World Universities) ويركز هذا التصنيف على البحث العلمي والإنتاجية البحثية للجامعات ،وهو يعتبر واحدًا من أقدم وأشهر التصنيفات العالمية، و يليه تصنيف QS للجامعات (QS World University Rankings) ويعتمد هذا النوع على مجموعة متنوعة من المؤشرات بما في ذلك التدريس والبحث والاستشهادات والتنوع الدولي.

وكذلك تصنيف ذا تايمز للتعليم العالي (Times Higher Education World University Rankings) ويركز هذا النوع على معايير تقييم تغطي البحث والتدريس والتأثير الاجتماعي والاستثمار في التعليم العالي.
فيما يعتبر تصنيف CWUR للجامعات العالمية (Center for World University Rankings) الذي يركز على الجودة والأداء في مجمله ولا يعتمد على مسح أو استبيان أحد التصنيفات التي تعتمد على الجودة في مخرجات الجامعة وأدائها.

وبرغم اختلاف التصنيفات وأهدافها ومخرجاتها إلا أنها ساعدت الجامعات على مستوى العالم للتنافس في تقديم تعليم أكاديمي بجودة عالية، كما أنها تعطي لنا نظرة عامة على أداء ومخرجات الجامعة للاستفادة من برامجها للالتحاق بها .

وقد حققت جامعاتنا السعودية مراتب عاليه على مستوى العالم وحصلت على المركز الأول عربياً في أغلب التصنيفات وهذا يدعو للفخر بتعليمنا الجامعي ومايحققه من نتائج مبهرة نتيجة لما يجده التعليم العام والتعليم الجامعي على وجه الخصوص من دعم واهتمام لا محدود من الحكومة الرشيدة.
ويوم أمس أصدرت مجلة تايمز للتصنيف العالمي للجامعات لعام ٢٠٢٤ م حيث حصلت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على المرتبة الأولى عربياً ، وهذه المرتبه لاتعد أمر مستغرب على جامعة كجامعة الملك فهد فقد حققت الجامعة ارقاماً قياسية في التصنيفات بمختلف أنواعها وتعد الجامعة من أرقى الجامعات على مستوى العالم

وبرغم تميز هذه الجامعة وتقدمها منذ عشرات السنين ومحافظتها على تميزها واستدامتها والذي يحسب بكل تأكيد لمجلس إدارة الجامعة والعاملين بها، إلا أنها الجامعة الوحيدة التي ليس لها فروع في مدن ومناطق المملكة برغم من الاقبال عليها من كافة الطلاب والطالبات من كافة مناطق المملكة وكذلك دول خارجية، لقوة مجرجاتها وتنوع برامجها الصناعية والتقنية والبحثية وبكل تأكيد تصنيفها العالمي.

لقد دخلت هذه الجامعة مع بدايه هذا العام الدراسي مرافقاً لابنتي بعد أن من الله عليها بتوفيقه وقبلت في هذه الجامعة العريقه، لقد انبهرت بما رأيت داخل هذه الجامعة من تخطيط داخلي لمقارها الاكاديمية والتنوع المعماري المرسوم بطريقه تحاكي الجامعات العالمية وبنظام عالمي متجرد مع المحافظة على الهوية السعودية وثقافتها، إنها وبكل تجرد صرح عالمي متكامل، وايقونة عالمية ببصمة سعودية خالصة، لذا لم استغرب محافظتها على تصنيفها العالي والعالمي.

لكنني أقف متعجباً ! من عدم تعميم مثل هذا الإرث التعليمي على باقي المدن والمحافظات كفتح فروع لها أو حتى الاستفادة من تجربة الجامعة الاكاديمية والتخطيطية والخبرات والممارسات ومشاركتها مع باقي الجامعات لتعم الفايدة، ولو فقط على مستوى التخطيط والاستدامة والاستقطابات المهنية، بيعداً عن المناهج التعليمية والتي قد تختلف حسب تنصيف الجامعة وهدفها ورسالتها.

والمعروف أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تقع في مدينة الظهران والتي تبعد عن الجبيل الصناعية مايقارب ١١٥ كيلو ، والآخيره هى أول مدينة تعلم عالمية في المملكة وهنا يبرز السؤال الأهم والذي يورق أهالي مدينة الجبيل وماجاورها هل نرى جامعة تضاهى جامعة الملك فهد في هذه المدينة العالمية؟! والتي تعد من المدن الذكية لما تمتلكة من بنية تحتيه ومنشآت تعليمية وأكاديمية متطورة ومخرجات ذات جودة عالية جعلتها تتميز على مدن العالم التعليمية.

القاكم
محمد حمدان thebianim@
الجمعة ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٣ م.

تعليق واحد

  1. مدينة التعلم ماذا تعلم؟
    عندما نحصل على تصنيف عالمي نفرح ونفخر لكن متى نكون نحن من يقيم الغير على معاييرنا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى