أقلام واعدة

تحية وتقدير إلى أمهات ذوي الهمم

بقلم | جواهر العامري 

إلى كل أم منحها الله نعمة عظيمة ظاهرها إبتلاء وباطنها أجورا دفينه، إلى كل من جاهدت للمحافظة على هذه النعمة وحمايتها بكل ما منحها الله من قوة وعاطفة ورحمة، أنتِ أيتها الأم القوية التي لا يقف أمام أمومتها ولا يهزم شيء عاطفتها وحنانها، وذلك حين يكرمك الله بطفل من ذوي الهمم فتغمرينه بحبك وحنانك ورعايتك، وحين تحافظين عليه وتحمينه من كل ضر أو أذى قد يلحق به؛ حرصًا على أداء الواجب، ومخافة لله فيه. أنتِ أيتها الأم عظيمة ومميزة بما أكرمك الله به، وقد تكون مجاهدتك في تربيته طريقك السالك للجنة، وأنتِ من تزهرين هذا الطريق بنفسك الراضية والمطمئنة بقضاء الله وعوضه وجبره..

تأكدي أيتها الأم المميزة القوية أن الصبر على تربية الأبناء والاهتمام بهم، والقيام بواجبنا نحوهم، من أعظم النعم أجرًا وثوابًا؛ لذلك قرَن ربنا تبارك وتعالى طاعته بطاعة الوالدين؛ لعظم أجرهم في رعاية أبنائهم وتربيتهم، فكيف لوكان هذا الطفل من ذوي الهمم!! هنا يعظم الأجر والخير وتتضاعف البركة، هنا أجرك مضاعف وصبرك مأجور، وسيوفى لك عاجلًا أو آجلًا، وفي ذلك قال ربنا تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) .

تأكدي أن باب الصبر جميل جدا ونهايته أجمل، وأن الدنيا دار مفر لا مستقر، وأن الحياة لا تأتي كما نريد، بل كما يريد رب الحياة والخلق. والإيمانُ بقضائه وقدره من كمال الأيمان، والرضا بوابة العبور لكل المضايق والعثرات التي قد تعترضك في طريقك المزهر.

أيتها الأم ربما تلامس كلماتي قلبك الحاني الطيب، كل ما ضاقت بك الحياة وشعرتِ باليأس والضيق فضعي يديك على قلبك وقولي: “يا رب قلبي بين يديك تقلبه كيف شئت، اللهم اربط عليه برحمة منك ولطف”، وإذا شعرتِ بالحزن ضعي يديك أيضًا على قلبك وقولي: ” لا تحزن يا قلبي إن الله معنا”. أغمضي عينيك وانظري إلى نفسك بعمق وتنفسي بكل هدوء، وتذكري أن الله معك ولن ينساك أبدا (لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى) وأنك قوية به وأنه العليم البصير بكل ما في هذه النفس. جددي نيتك وطاقتك بالله دوما، الله يحبك وأنتِ أم مميزة وقوية وجديرة بطفلك من ذوي الهمم. وثقي أنك مصدر يلهم كل أم مثلك ويقويها على تربية أبنائها ورعايتهم..

وتذكري: أن القوة بالله واليقين الكامل به هما السلاح الذي نواجه به أعباء الحياة ومفاجآتها المستمرة، والدعاء هو المعجزة التي تصنع لك المستحيل كعصا موسى عليه السلام، فعلينا التوكل والتسليم لرب القوة واليقين، والله ربي وربكم أجمعين.. دمتِ القوية الملهمة الصابرة..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى