أقلام واعدة

العين الفارغة

بقلم : جواهر العامري 

العين الفارغة هي التي لا يملأها شيء مهما امتلأت، وهي التي تحكم على الناس من خلال عين المظاهر الظاهرة وهذه العين لا يشبعها إلا القيمة الظاهرة لا الباطنة، هؤلاء البشر مهما قدمت لهم لن تستفيد منهم غير الكره والأذى.

هناك بشر لا يرون حسن الخلق ولا القلب الطيب المخلص شيئًا، لا يرون إلا ما في صدرك من نفاق اجتماعي، وما في جيبك لتقدمه لعينهم الطماعة؛ فإذا كان لديك مال قدسوك ورفعوك على أكتافهم، ومتى أعلنت إفلاسك رموك وداسوا عليك..

وإذا زاروك وقدمت لهم ما لذا وطاب، وتبهرجت أمامهم حتى ترى فلاشات كاميراتهم تنير وتوثقها حساباتهم هنا سيرون قيمتك وقيمتهم فقط!! ولو قدمت لهم ما تجود به نفسك وتحكمه ظروفك، لأشعلوا نار الفتنه والطعن في ظهرك وجماعتك…

هؤلاء أعينهم قذرة، هي مرتكز قدر البشر عندهم لا يحكمون عليك حين تكون مثقفًا وواعيًا وعقلك الداخلي يشع بالأناقة والرزانة والحكمة، لا يحكمون عليك بمظهرك المتواضع ومشترياتك اليسيرة المتواضعة الدالة على الذكاء الاقتصادي والذكاء الاجتماعي في التعامل معهم، لا ينظرون إلى حسن نواياك وخصوصية ظروفك…، بل تراهم يركزون على حذائك -أكرمك الله- من أي علامة تجارية، وإلى ملابسك من أي تطبيق، والمكمّلات التجميلية أهي غالية أم رخيصة! المهم عندهم إجمالًا هو مظهرك الخارجي هل هو على الموضة أم اجتهاد ذاتي، وكذلك ما تقدمه من طعام وشراب وأطباق هل هو مناسب لتصويره في حساباتهم السنابية والتكتوكية والواتسية أم لا… وغيرها من مظاهر “الهياط النفسي”، وإذا لم يجدوا ما يسر أعينهم الفارغة أصابهم الخذلان؛ لأن محتواهم اليوم ناقص ولن يرسلوا ما يتظاهرون به لمتابعيهم وغيرهم.

هؤلاء هم أهل العيون الفارغة يرون حياتهم وسعادتهم في المظاهر المزيفة واللامعة كالخراف التي تسير مع القطيع، هم من ينظرون إلى مركزك وجيبك ومظهرك، هم أهل النفاق الاجتماعي، من يتلذذون بلحمك في غيابك، ويغمرونك بلطفهم في حضورك، هم شر الناس وأقذر الخلق.

من لا يحبك ويراك إنسانًا لذاتك، لعقلك، لتواضعك، لجمالك الداخلي ومظهرك المتواضع والبسيط الخارجي؛ فلا تعدَّه شيئًا لأنه لا شيء…

تأكدوا أن النظيف من الداخل يكون طاهرًا من الخارج، وأن النجس من الداخل يكون خبيثًا من الخارج. انتبهوا من كل من يحيطون بكم وتأكدوا من دواخلهم من خلال أعينهم؛ لأن العين مرآة القلب، وادعوا دائمًا بدعاء الكفاية “اللهم اكفنيهم بما شئت” فإن كانوا خيرًا بقوا وإن كانوا شرًّا ولوا عنكم. وارجعوا إلى الله دائمًا في حكمكم على كل صديق أو قريب أو رفيق … وغيرهم من البشر والأقارب؛ فالمعيار في كل واحد -مهما على أو نزل- أن يكون كريم الخلق صادقًا طاهر السريرة وسندًا صالحًا؛ فنسأل الله أن يرزقنا أمثال هؤلاء، وأن يباعد بيننا وبين كل خبيث فاسد كما باعد بين المشرق والمغرب، وأن يهدينا ويصلحنا جميعًا، وأن يكفينا شر خلقه بما شاء وكيف شاء.

 

‫2 تعليقات

  1. ماشاء الله تبارك الله صدقتي خالتو تسلم يدك ابدعتي للاسف منتشرين هدول الناس كتير هي الفترة فعلا الله يكفينهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى