أقلام واعدة

التقييم الوظيفي | بين غياب الرقابة وجهل المسؤول !!

بقلم | محمد الذبياني

تختلف المفاهيم لدى الكثير من المهتمين بالموارد البشريه حول التقييم الوظيفي وتعتمد على السياق الثقافي والمؤسسي لها، إلا أن الأغلب إتفق على أن التقييم أداة أساسية لتقييم وتطوير أداء الموظفين وفرصة لتحفيز التطوير الشخصي والمهني يقول كين بلانشارد: “التقييم الوظيفي ليس مجرد أداة لقياس الأداء، بل هو فرصة للتحسين وتطوير القوى والضعف.”

فالتقييم بمفهومه العام هو التوجيه لتحسين الأداء لدى الموظف والمدير على حد سواء، كما أن التقييم هو عملية مستمرة على مدى العام تكتمل مع نهايته ،بعد أن تمر بعدة مراحل يتفوات فيها أداء الموظف بحسب الظروف والمهمة والتحدي ليخرج بعدها الموظف بحصيلة عام كامل من الجهد والبذل والتحدى وبنتيجة أداء تكون بين القبول والرفض أحياناً ! .
تعمد بعض المنظمات والشركات الى ترك الحبل على الغارب للرئيس المباشر للموظف دون تحديد أداة قياس دقيقة يتم من خلالها تقويم وتحسين أداء الموظف بشكل مستمر ، أو حتى متابعة، مما افقد دور التقييم الاساسي والذي يهدف الى رفع إنتاجية المنظمة أو الشركة، بينما تحول في بعض الشركات والمنظمات الى ( استقعاد ) للموظف وتضييق و( سوط ) لنيل منه، فليس هناك معيار ولا أداة قياس دقيقة تستطيع أن تستند عليها، وحتى لو وجد بعض الخطوات فهي بطريقة فضفاضة وتحتمل الكثير من الإجابات والمراوغات !، هذا التباين سمح للبعض بإستخدام هذا التقييم عقوبة وليس أداة تحسين، والبعض أستخدمها كـ ( إكرامية) أو ( بونص) لمن يريده ويميل له بعيداً على الأداء الوظيفي ( فالمحبة من الله والمعزة في القلوب ) ! ، وهذا راجع لعدم المتابعة من المختصين من الموارد البشرية وعدم تحديد نماذج تقييم مستمرة لتقييم هذا الموظف أو ذاك ، فعدم طلب الادوات والنماذج التي استخدمت للتقييم بشكل دوري والاعتماد فقط على اعطاء أرقام لكل قياس دون مراجعة في آخر العام أخرج التقييم الوظيفي من أداة للتحسين والتطوير الى أداة (سوط ) يستخدمه بعض المسؤولين كأداة ( استقعاد ) والذي قد يخل بشرف المهنة وهدف المنظمة أو الشركة من وضع هذه الأداة ، فهناك مفهوم سايد لدى بعض المسؤولين أن حرمان الموظف من الزيادة ( العلاوة ) السنوية في راتبه هو الهدف الاساسي لوجود التقييم الوظيفي وقد استخدم هذا المفهوم الخاطئ بشكل فاضح وواضح في البعض من الشركات والمنظمات، وهناك العديد من القضايا المقامه ضد جهات بسبب سوء إستخدام أداة التقييم و حرمان بعض الموظفين من علاوتهم أو ترقياتهم.
فمن يرد حق الموظف المسكين من عنجهية المسئوول الجاهل ، وغياب الرقابة !!

دمتم بود.

محمد حمدان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى