التكريم في المنظمات .. بين الاستحقاق والمحسوبيات !!

محمد الذبياني

تسعى أغلب المنظمات الى تكريم موظفيها كل عام وفق خطة معتمدة وهذا التكريم يهدف إلى التعبير عن التقدير والاعتراف بالاعمال والمهام القيمة التي قدمها بعض أفراد هذه المنظمة لتحقيق أهداف ورسالة المنظمة.

فنجاح أي منظمة يعتمد بشكل كبير على الفرق العاملة فيها ومن بين هذه الفرق هناك فئة خدمت المنظمة، وهم الأفراد الذين يكرسون وقتهم وجهدهم لخدمة الهدف والرؤية العامة للمنظمة.

إلا أننا نلحظ في الآونة الأخيرة أخذت بعض هذه المنظمات نهج آخر، يرسخ مفهوم آخر عن سمو التكريم وهدفه ، حيث بدأت بتكريم فقط لمن تقلد مناصب قيادية ودعوتهم وتوثيق عملهم، وهذا ربما يعتبر إجحاف في حق من بذلوا قصار جهدهم دون أن يكون لديهم مميزات ذلك القائد أو ((الكرامات)) الذي حصل عليها ، ويدخل ربما فيما يطلق عليه المحسوبيات والتي أصبحت ظاهرة في كثير من التكريمات التي نراه هنا وهناك مما أفقد مكانة هذا التكريم في النفوس وأصبح التكريم فقط لمن كان على طاولة واحدة من أعلى سلطة في المنظمة وكأن ذلك الموظف الغير قيادي لم يكن سبب في نجاح المنظمة وتقدمها.

بينما يعتبر التكريم هو بمثابة التحفيز للموظف لأنه يشعر بأهمية دوره ومساهمته الفعالة في تحقيق الأهداف المشتركة وليس حكراً على من تقلد منصب قيادي في فترة من الفترات كما أن التكريم لابد أن يقتصر على من أكمل سن التقاعد وهو يسعى لانجاح منظمته وتقدمها وليس من فضل غيرها عندما تغير منصبه !

وهذا لا يعني أبداً عدم تكريم القيادي لكن لابد من الوقوف على خط واحد لكل الموظفين في المنظمة مع تعزيز أهمية التكريم وبحث الطرق الكفيلة بحفظ حقوق الموظفين أياً كانت مستوياتهم الوظيفية وهذا بكل تأكيد سيؤثر إيجابًا على الجوانب المؤسسية والإنسانية للمنظمة.

وبقى أن أقول أن تاريخ المنظمات وسمعتها مربوطة بمدى علاقتها بموظفيها وتكريمهم حسب مساهماتهم الإجابية حتى لو كانت هذه المساهمة بسيطة فهو قدمها بصدق وأمانة وعفوية وحب وولاء صادق فأستحق عليها الشكر والإمتنان ..

فلا تنسوا من إجتهدوا من موظفيكم البسطاء.
فلا قائد ينجح دون فريق .. !!

القاكم
محمد حمدان thebianim@